الرئيسية / أخر المستجدات / المؤتمر القومي العربي يؤكد دعمه للمقاومة الفلسطينية البطلة

المؤتمر القومي العربي يؤكد دعمه للمقاومة الفلسطينية البطلة

في إطار متابعته لعملية طوفان الأقصى والانتقام الجبان لجيش الاحتلال الصهيوني وتصدي المقاومة بشجاعة نادرة للوحشية الصهيونية  أصدر المؤتمر القومي العربي البيان التالي:

يتابع المؤتمر القومي العربي بفخر وإعزاز شديد، صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة والضفة وفي كل فلسطين، وهم يسطّرون أروع البطولات ويكتبون تاريخاً كونياً جديداً بفضل عملية طوفان الأقصى وبفضل تضحياتهم العظيمة، وفي الوقت عينه يعبّر المؤتمر عن عميق الحزن والأسى لما أصاب أهل غزة من بأساء وضراء تسببت فيها آلة القتل والدمار الصهيونية والغربية، التي إرتقى جراءها آلاف الأطفال والنساء والشباب والشيوخ شهداء، وأُبتليّ عبرها الاف بالجراح والدمار والتشرد، لكنها برغم كل ذلك زادت شعبنا في فلسطين صلابة وقوة وتمسكاً بحقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال والنضال من أجل تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية وكامل التراب الفلسطيني من النهر حتى البحر.

جاءت عملية طوفان الأقصى بعد صبر طويل، ونضال تراكم لنحو ثمانية عقود، وتضحيات بالنفس والنفيس، من أجل وقف العدوان المستمر على فلسطين والأمّة العربية من قبل الاحتلال الصهيوني، ولمناهضة الظلم الذي حاق بفلسطين من الاحتلال وشركائه الغربيين، ومن ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي اعتمد منهجاً غير منصف في تعاطيه مع القضية الفلسطينة والفلسطينيين، فعجز -وهو قادر- عن الانصاف وإحقاق الحق، منذ النكبة في عام 1948 وحتى الآن. كما تجئ هذه العملية المباركة الشجاعة الواعية، والوطن العربي يعيش ضياعاً وتيهاً بسبب النظام العربي الذي لم يستشعر بعد المسؤولية التاريخية تجاه قضية فلسطين وتجاه قضايا الحرية والعدل والاستقلال والسيادة والكرامة الانسانية، فجددت عملية طوفان الأقصى مشاعر الولاء والانتماء القومي في الأمة، وأحيت مكامن قوتها، وأنعشت الذاكرة القومية بانتصاراتها التاريخية في اكتوبر 1973 وحتى “سيف القدس” مروراً بانتصارات المقاومة اللبنانية عام 2000 وعام 2006، وانتصارات المقاومة الفلسطينية في غزة عام 2005، وأكدت المقاومة في فلسطين ولبنان قدرة الأمة على الانتصار والانعتاق والتحرر.

يحيّ المؤتمر القومي العربي، كتائب الشهيد عز الدين القسام وحركة حماس وسائر حركات المقاومة في فلسطين ولبنان على الجهد والمجاهدات التي بذلوها في مسيرة التحرير المجيدة المنتصرة بإذن الله، ويثمن عالياً فكرة ومشروع وحدة الساحات وتجلياتها العملية التي ظهرت في لبنان والعراق واليمن، ويجدد المؤتمر تأكيده على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها، وأن الشعوب الحرة لاترضى الضيم، وترفض المساومة في حقوقها وحقوق أجيالها في المستقبل، لهذا، فإنه يؤكد ويُعلي من قدر المقاومة كونها خيار الأمة الاستراتيجي، وبفضلها دون سواها تتحرر الأوطان، وتسنتهض الهمم. وفي هذا السياق، يدعو المؤتمر القومي العربي الى:

– ضرورة قيام السلطات المصرية والفلسطينية بفتح معبر رفح فوراً ودون إبطاء، خاصة وأنه معبر مشترك بين البلدين، وأن هذا المعبر يعتبر الرئة الوحيدة التي تتنفس بها غزة وشعبها، ويدعو إلى بذل الجهود الشعبية الفاعلة لضمان فتحه واستمرارية عمله.

– تطوير حالة الدعم الشعبي للمقاومة في الأقطار العربية كافة وفي المهاجر، وحشد كل الطاقات العربية والاسلامية والانسانية لضمان استكمال انتصاراتها، وفي هذا الصدد يثمن المؤتمر القومي العربي حركة الجماهير العربية في العديد من أقطار الأمّة في الانتصار لغزّة وفلسطين والمقاومة ويدعوها للاحتشاد في الحدود مع فلسطين، وفي كل الساحات العربية حتى وقف العدوان الصهيوني – الغربي على غزة وتحقيق نصر المقاومة المؤزر.

– إلغاء إتفاقيات “السلام” التي وقعتها الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني في “كامب ديفيد” و “أوسلو” و “وادي عربة” فوراً ودون تلكؤ، وإلغاء إتفاقيات “التطبيع” التي وقعها العدو الصهيوني مع نظم عربية أخرى، ويؤكد المؤتمر على ضرورة نبذ الأنظمة والمنظمات العربية التي انخرطت في مشروع الديانة الابراهيمية تلك الخطيئة التي تهدف إلى إيجاد حاضنة ومنصة دينية تضمن إدماج المشروع الصهيوني في المجتمع العربي.

– قيام منظمات العمل الانساني والاتحادات والنقابات العربية وبوجه عاجل، بمهامها الانسانية المتمثلة في تقديم الخدمات الطبية، وفتح كافة المؤسسات الصحية العربية لمعالجة الجرحى والمرضى، وتوفير خدمات الاغاثة، والوفاء باحتياجات أهل غزة من الغذاء والدواء والملبس والمسكن، وكافة الخدمات الضرورية، والعمل لتوفير خدمات العمل المدني للمساهمة في عمليات الانقاذ من تحت أنقاض البنايات التي دمرها العدوان الصهيوني، ومن ثم الاستعداد للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيوغربية.

– تطوير علاقات الدول والشعوب العربية مع دول وشعوب العالم الاسلامي، وحشد طاقات تلك الدول والشعوب لتشكيل أوسع وأقوى منظومة إقليمية تناصر وتدعم القضية والشعب الفلسطيني، وتعمل في الوقت عينه لتشكيل محور حضاري فاعل يضمن للعرب والمسلمين مساهمة جادة ومؤثرة في المتغيرات الدولية وفي تأسيس نظام كوني جديد متعدد الأقطاب تضطلع فيه هذه المنظومة بدور دولي محوري يتناسب مع قدرات وامكانات هذه الدول والشعوب.

– تفعيل وتوظيف الدبلوماسية الرسمية للدول والشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي سائر دول الجنوب من أجل طرد دولة الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة، ومن أجل تنفيذ قرارات المنظمة الدولية التي اتخذتها بحق دولة الكيان الصهيوني، وإحياء قرارها الذي قضى باعتبار الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.

– تفعيل لجان ومنظومات مناهضة التطبيع في كل الساحات، وتفعيل دور لجان مقاطعة السلع الاسرائيلية والغربية الداعمة للكيان الصهيوني، واطلاق مشروع تعبوي شعبي يحقق أعلى وأفعل درجات المقاطعة وبشكل فوري.

– إطلاق حملة حقوقية مهنية رصينة وفاعلة في المهاجر الغربية لكشف الجرائم التي ارتكبتها آلة الحرب الصهيوغربية في حق الفلسطنيين في غزة والضفة وفي كل الأراضي الفلسطينية، مع التركيز على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأطفال والنساء، وكافة جرائم التصفية والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية، والعمل الجاد لتقديم الجناة للمحاكم المختصة وضمان عدم الافلات من العقاب.

في الختام، يوجه المؤتمر القومي العربي التحايا للشعب العربي الذي ظل مسانداً وداعماً لفلسطين وغزة ومقاومتها البطلة طوال فترة العدوان الصهيوغربي على شعبنا العربي في غزة هاشم، ويوجه التحية بشكل خاص إلى الشعوب الصديقة في الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والدول الإسلامية وأمريكا اللاتينية، ويحي أحرار العالم الذين ناصروا غزة بمظاهراتهم في الدول الغربية، ويهيب المؤتمر بكل أحرار العالم لمواصلة هذه الجهود الداعمة حتى تتوقف آلة الحرب الصهيوغربية في غزة، وحتى تحرر فلسطين، وتحقق أهدافها المشروعة باستعادة القدس والمقدسات، وبعودة اللاجئين الفلسطنيين إلى أرضهم.

التاريخ: 6/11/2023