أمام الإجرام المتواص لآلة الحرب الصهيونية في غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة تنظم مجموعة العمل الوطنية وقفات ومسيرات لاستنكار ما يرتكبه الكيان الإرهابي في فلسطين المحتلة من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وفي هذا الإطار عرفت مدينة طنجة مسيرة حاشدة من ال انطلقت من الساحة المجاورة لمسجد محمد الخامس وعبرت شارع بلجيكا إلى شارع محمد الخامس وساحة الأمم، وعبر المشاركون في المسيرة عن الإدانة الشديدة للجرائم الصهيونية المدعومة بالولايات المتحدة الأمريكية ودول من الغرب الاستعماري، وطالب المتظاهرون بوقف العدوان على غزة الذي يذهب ضحيته الأطفال والنساء ويخلف آلاف الشهداء، كما ترددت شعارات ضد التطبيع مع كيان الغصب والاحتلال، واختتمت المسيرة بكلمة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين التي ألقاها منسقها الأستاذ عبد القادر العلمي، وننشر نصها فيما يلي:
بسم الله الرحمان الرحيم
أيها الأحرار أيتها الحرائر
باسم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أحييكم وأحيي انخراطكم المتواصل في تظاهرات استنكار الهمجية الصهيونية التي تشن حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي على أهلنا في غزة وفي عموم فلسطين وتأكيد الموقف الثابت للشعب المغربي في دعم المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال الذي جن جنونه بعد أن تلقى في السابع من أكتوبر الماضي ضربة المقاومة في عمقه العسكري وانكشف للعالم أن مقولة الجيش الذي لا يقهر مجرد خرافة لن يصدقها أحد في القادم من الأيام.
ولم يجد جيش الاحتلال الغاصب من رد على الضربة المحكمة للمقاومة سوى الهجوم الجبان والقصف العشوائي للمواقع الآهلة بالسكان في غزة وارتكاب أبشع الجرائم والمذابح بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وضرب المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وارتكاب كل أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة الصمود وغزة العزة والكرامة.
وإن الوقفات والمسيرات والتظاهرات التي تعم مختلف المناطق في بلادنا تتوحد فيها كلمة الشعب المغربي بكل فئاته ومكوناته ومنظماته بإدانة الجرائم الصهيونية ودعوة كل المؤسسات الدولية المعنية والضمائر الحية إن كانت موجودة لإيقاف المذابح والمحارق الوحشية ووضع حد للجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وإذا كان الكيان الصهيوني يرتكب جرائمه متحديا كل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية بدعم من قوى الطغيان الدولي في الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما يشجعه أكثر هو انبطاح وخنوع الحكام في عالمنا العربي والإسلامي وإبرام بعضهم لاتفاقيات تطبيع العلاقات مع مجرمي الحرب في الكيان الغاصب، ومما يخجلنا ويجرح مشاعرنا ويلهب استنكارنا انزلاق بلادنا في مستنقع التطبيع مع عدونا وعدو أمتنا الذي لا يزيد إلا عنجهية وغطرسة وإجراما.
إن الشعب المغربي الحر الأبي من خلال مسيراته ووقفاته الحاشدة الممتدة في ربوع البلاد قال كلمته الفاصلة بشأن التطبيع المرفوض والذي يعد ساقطا على المستوى الشعبي ولم يبق إلا استجابة أصحاب القرار لإرادة الشعب بإلغاء اتفاقيات التطبيع مع مجرمي الحرب في فلسطين المحتلة وطرد ممثلهم من أرض بلادنا الطاهرة والإغلاق النهائي لمكتب الاتصال الصهيوني في الرباط ووضع حد لأنشطة العناصر المتصهينة في البلاد.
إن الشعب المغربي من خلال انخراطه المكثف في تظاهرات استنكار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في مواجهة طوفان الأقصى يعبر اليوم كما عبر دائما وأبدا عن وفائه للقضية الفلسطينية التي يعتبرها قضية وطنية وسيبقى المغاربة على عهدهم ووفائهم للشعب الفلسطيني الذي لا نتضامن معه فقط وإنما نشاركه وجدانيا نضاله ومقاومته المشروعة للاحتلال لأننا نؤمن بعدالة قضيته التي هي قضيتنا أيضا لارتباطنا الوثيق بفلسطين وبمقدساتنا الدينية في القدس.
ولابد في ختام هذه الكلمة الموجزة من توجيه تحية إكبار عالية للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها المناضلة من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل الأراضي الفلسطينية من النهر إلى البحر وعاصمتها الأبدية القدس.
المجد والخلود للشهداء الأبرار
النصر للمقاومة الصامدة
الخزي والعار لعملاء صهيون والمطبعين معه.
طنجة 5 نونبر 2023