مقولة “الوطن أولا”

الوطن أولا، مقولة لا يمكن أن يجادل فيها أي أحد، ولا يمكن أن يزايد بها أي أحد على المغاربة، لكن هذه المقولة لا تقبل الشوفينية الضيقة في عالم مفتوح ولا تقبل قصر النظر في محيط يعرف تجاذبات سياسية واقتصادية وثقافية وقيمية، تداعياتها على البلاد والعباد، في حالة التغافل عنها أو تجاهلها، قد تكون أخطر من النزاعات المسلحة، ومن التيارات الخطيرة التي تهدد سلامة وأمن الوطن ومحيطه، بل تهدد البشرية والحضارة الإنسانية؛ الصهيونية وشقيقتها الماسونية والاستلاب اللغوي والثقافي والحضاري والاستعمار بأشكاله الجديدة، ولا يستقيم حب الوطن دون الحذر كل الحذر من أعدائه المتسترين على الخصوص، أما الأعداء الواضحون فأمرهم أهون.

إن الوطنية التي لا تأبه بما يجري في المحيط الإقليمي والدولي وما يتسرب منه إلى الداخل، وبخاصة إذا كانت هذه التسربات مكشوفة وواضحة للعيان، تكون وطنية ساذجة وقاصرة، وقد تكون زائفة ومغشوشة..

إن بلادنا في حاجة إلى وطنية صادقة ومنفتحة، وقادرة على استيعاب ما يجري في المحيط الخارجي بخلفياته وأبعاده وأهدافه المعلنة وغير المعلنة مع الحرص الشديد على حماية مقومات الاستقلال الوطني الذي لا يكتمل إلا بالتحرر الكامل من أي تبعية لأي قوة أجنبية وعدم الخضوع لأي ضغط ومن أي جهة في القضايا المتعلقة بوحدة وسيادة الوطن وإرادة وكرامة المواطنات والمواطنين، والمصالح العليا للبلاد.

ومناصرة القضايا الإنسانية العادلة في مواجهة التوحش والهمجية واحتلال أراضي الغير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي من صميم قيم التحرر ومن الشيم الطبيعية لكل إنسان سوي وكل حامل لضمير إنساني حي..