قال المغني نعمان لحلو في أحد حواراته أن “المغاربة أمازيغ وليسوا عربا” بهذا التعميم الذي لا أظن أنه من باب الجهل بالحقائق المعروفة لأنه لا يمكن أ يختلف اثنان في المغرب بأن أعراق المغاربة متعددة فهناك ذوي أصول ضاربة في عمق التاريخ من الفنيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين بالإضافة إلى المهاجرين الأفارقة وهناك العرب الذين وفدوا قبل الإسلام وبعده مع وجود القبائل الأمازيغية. وهاجرت الكثير من الأسر الإسبانية المعتنقة للإسلام والأسر العربية من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى المغرب بعد سقوط الأندلس، وكل المنتمين لهذه الأصول والأعراق المختلفة يشكلون اليوم المغاربة الذين ينتمون لوطن واحد هو المغرب وتعتنق غالبيتهم العظمى الإسلام كعقيدة، وبالتالي فإن الوطن والدين يشكلان لحمة الوحدة الوطنية المغربية.
والتركيز على أي عرق دون غيره من أعراق المغاربة وأصولهم، بقطع النظر عن الخلفيات والدوافع، ينم عن تفكير شوفيني ضيق ينذر بالتفرقة التي كانت هدفا استعماريا لم ينطل على المغاربة الأحرار، وما زالت هدفا للقوى المعادية لوحدة وتقدم المغرب، وكل مسايرة للسياق الديماغوجي أو التحرك المشبوه في هذا المجال لا يمكن أن يكون في مصلحة الوحدة الوطنية شعبا وترابا.