العبث!

من المزايا التي يتميز بها الشباب في كثير من بلاد العالم حب المشاركة التطوعية لإنجاز أعمال ذات النفع العام كالتشجير وفتح مسالك في المناطق القروية وحماية البيئة والقيام بأعمال اجتماعية وغير ذلك، وكثيرا ما يتم تبادل فرق من المتطوعات والمتطوعين بين تنظيمات شبابية من دول مختلفة  للانخراط في أوراش تصب في خدمة الصالح العام.

وبمناسبة حضور مجموعة من الشابات البلجيكيات المتطوعات للقيام بترصيف طريق بإقليم تارودانت فإنه عوض الإشادة بهذا العمل التطوعي النبيل والتوعية بمزايا التطوع أثار أحد البرلمانيين من ذوي التعصب الديني لباس الفتيات المتطوعات الذي وصفه بالعري كذا..مثيرا بذلك الكثير من اللغط حول موضوع يعد هامشيا بالنسبة للعملية التطوعية والغاية منها.

وما أثير من نقاش وتراشق أحيانا بكلمات غير لائقة باحترام الآخر واحترام الرأي المخالف ينم عن مدى سطحية وخواء بعض “النخب”، ومدى العبث الذي ينسجونه على حساب القضايا الجوهرية لبلادنا وشعبنا، والغريب أن الذين تعودوا على إثارة الزوابع حول “الاحتشام” في لباس المرأة لا يتخذون أي موقف عملي  في مواجهة نهب المال العام والفساد الإداري والمالي ولا دور لهم في الدفاع عن الثوابت التي أدرجوها ضمن مرجعيتهم وبلعوا ألسنتهم مساهمين في تمرير قانون يهمش اللغتين الرسميتين للبلاد لفائدة لغة المستعمر القديم، وغير ذلك من المواقف التي تسير بالبلاد نحو مزيد من التبعية والإفلاس!!!

اترك تعليقاً