الرئيسية / أخر المستجدات / سقوط بوتفليقة والبشير لا يعني زوال نظاميهما

سقوط بوتفليقة والبشير لا يعني زوال نظاميهما

بعد الإعلان عن سقوط بوتفليقة في الجزائر جاء الدور على البشير بالسودان، وإذا كان هذا السقوط قد جاء تحت ضغط الحراك الشعبي السلمي في البلدين وتحققت بذلك خطوة أولية وأساسية بالنسبة للمطالب الشعبية المعبر عنها في احتجاجات ومظاهرات حاشدة اجتاحت مناطق متعددة في كل من الجزائر والسودان، غير أن هذه الخطوة على أهميتها لا تعني انتهاء وزوال النظامين لأن الكتائب التي تعيش من استغلال النفوذ ولوبيات الفساد لن تستسلم بسهولة وستعمل بكل الوسائل للإبقاء على نفوذها وحماية مصالحها، وتؤكد تجارب ما سُمي بالربيع العربي أنه سرعان ما يتم الالتفاف على الإرادة الشعبية وسرقة أهداف ثوراتها السلمية لفائدة قوى الظلم والاستبداد والفساد.

وقد عبر الشعبان الجزائري والسوداني عن وعيهما الكبير ويقظتهما في مواجهة المناورات الهادفة للحيلولة دون الوصول إلى التغيير الجذري لنظامي الاستبداد والفساد وعرقلة أي خطوة نحو تحقيق طموحات الجماهير الشعبية في إقامة ديمقراطية حقيقية تجعل الشعب في كل من البلدين سيد نفسه ومصيره وتفتح أمامه آفاق التطور والتقدم في ظل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

ولا شك أن استمرار نضال الشعبين الجزائري والسوداني إلى تحقيق مطالبهما في التغيير الجذري من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع السياسية على امتداد شمال إفريقيا والشرق العربي وهي المنطقة التي طالما عانت، ولو بتفاوت، من ويلات الاستبداد والفساد ونفوذ عملاء الاستعمار القديم والجديد ضدا على إرادة الشعوب المتطلعة للتحرر والانعتاق والعيش الكريم.

اترك تعليقاً