الرئيسية / أخر المستجدات / تدريس اللغات ولغة التدريس

تدريس اللغات ولغة التدريس

بتزامن مع مناقشة قانون الإطار المتعلق بالتربية والتعليم والتكوين يحتد النقاش حول الوضع المتردي للمدرسة العمومية والتجارب المتعددة والفاشلة في الإصلاح، وتختلف الآراء والمواقف خاصة فيما يتعلق بلغة التدريس إلى درجة التعارض بحكم الخلفيات السياسية والإيديولوجية التي ينطلق منها كل طرف، علما بأن موضوع اللغة كان من المفروض أن يتم حسمه منذ أن استقل المغرب وأصبح دولة ذات سيادة.

وفي خضم النقاشات الجارية تروج بعض المغالطات التي تجعل الصورة غير واضحة وغير صحيحة بالنسبة للمتتبعين من الآباء والأمهات وأولياء الأمور وعموم الناس فخلافا لما يروجه اللوبي الفرنكفوني المرتبط بفرنسا لغة وفكرا وثقافة فإنه لا يوجد عاقل يحارب تدريس اللغات الأجنبية الحية في التعليم العمومي والخاص، ولا أحد يمكن أن يجادل في هذا الأمر، غير أن هذا لا يعني الاكتفاء بلغة المستعمر السابق ومحاصرة الأجيال في نطاقها الضيق بينما اللغة الأجنبية التي تفتح الآفاق أمام الناشئة هي اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة العلوم ولغة التواصل على المستوى العالمي وبالتالى فإنه من العقلانية وإنصافا للأجيال الصاعدة يجب اعتماد الإنجليزية كلغة أجنبية أولى في مناهج التعليم وفيما يخص اللغة الأجنبية الثانية يمكن أن يكون الاختيار للتلاميذ بين الفرنسية أو الإسبانية لفتح المجال للاحتكاك بثقافات عالمية متنوعة وبتقوية هذه اللغات الأجنبية يتحقق الانفتاح على العالم الواسع وليس على فرنسا وحدها.
هذا فيما يخص تدريس اللغات الأجنبية، أما لغة التدريس فهي في كل الدول المستقلة تكون باللغات الوطنية، ولا توجد لغة عاجزة أو قاصرة كما يدعي البعض وإنما يكون العجز والقصور في العقول البسيطة أو المستلبة أو المتماهية مع المستعمر القديم.

اترك تعليقاً