الرئيسية / أخر المستجدات / المغرب والسعودية

المغرب والسعودية

العلاقات المغربة السعودية كانت دائما جيدة يطبعها التفاهم والتعاون، غير أن بعض الأحداث في منطقة الشرق العربي والدور الذي يلعبه النظام السعودي إرضاء للمصالح الأمريكية أصبح يكشف بوضوح أكثر بأن إرادة الهيمنة في المنطقة بدأ يتخذ أبعادا لا تنسجم مع المواقف المعتدلة للمغرب في سياسته الخارجية.

وقد كان قرار المغرب بالحياد في قضية الحصار السعودي الإماراتي على دولة قطر قرارا سليما وحكيما لأنه غير معني بخلفيات وأهداف النزاع في الخليج وليس في مصلحته مجاراة السعودية في صراعاتها الخاصة أو التي تخوضها بالوكالة ضد جيرانها.

وما تناقلته بعض الوكالات حول انسحاب المغرب من الحلف الذي يشن الحرب على اليمن بقيادة النظام السعودي يعتبر  بمثابة العودة إلى الصواب لأن المغرب لا ناقة له ولا جمل في هذه الحرب التي أصبح العالم يستنكر ما تسببت فيه من مآسي إنسانية فظيعة في حق الأطفال والمدنيين والشعب اليمني بوجه عام.

والأخبار التي تم تداولها حول رفض المغرب استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية بإسطمبول يعد موقفا طبيعيا بحكم أن الشخص المذكور أصبح منبوذا عالميا وليس من المناسب التعامل معه ديبلوماسيا بشكل عادي أو ودي في ظل ما يحيط به من شكوك قوية حول تورطه شخصيا في جريمة الاغتيال.

والرد البئيس للنظام السعودي الذي يمس بالوحدة الترابية للمغرب يؤكد أن حكام السعودية لا يعرفون العمل المبدئي ولا يفرقون بين الثوابت والمتغيرات ويمكنهم التنكر بسهولة لمواقف كانوا يعتبرونها مبدئية بينما يرد المغرب بالأسلوب الديبلوماسي المتعارف عليه باستدعائه لسفيره في الرياض من أجل التشاور.

وإذا كان النظام السعودي مرتبطا بتبعية عمياء للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يتبين بوضوح ليس فقط من المواقف الرسمية للسعودية وإتما أيضا من التصريحات الرسمية لرئيس الولايات المتحدة نفسه الذي كشف علانية أنه هو من يحمي العرش السعودي، إذا كان الأمر على هذا النحو فإن أي بلد يحترم سيادته واستقلاله لا يمكنه أن يجاري السعودية فيما تضطلع به من أدوار وما تتخذه من مواقف.

اترك تعليقاً