الرئيسية / أخر المستجدات / سياسة التجهيل

سياسة التجهيل

ادعاء شخص لا يبدو أنه سوي بكونه رآى في المنام من يوجهه لوجود “كنز” في منطقة ما بقرية سرغينة، وخروج آلاف المغارية من سكان القرية لاستخراج الكنز المزعوم يعد من الظواهر التي يمكن القول بأنها شاذة وغير عادية في العصر الحاضر الذي يتميز بالتطور العلمي الهائل، لكن بالنظر لسياسة التجهيل المتبعة منذ عقود من الزمن وحرمان أعداد كبيرة من الأطفال من حقهم في التربية والتعليم خاصة في القرى والمناطق النائية وانتشار الأمية مع غياب أي دور تثقيفي وتنويري فاعل للإعلام العمومي وقطاع الثقافة مما يترك المجال لانتشار الخرافات والفكر الظلامي الذي يجعل ما شهدته قرية سرغينة ظاهرة عادية.

وإن استمرار تدهور قطاع التربية والتعليم وحرمان الطفولة من حقها الأساسي في ولوج المدرسة وتلقي تعليم نافع يفتح العقول ويوسع المدارك وينشر العلم والمعرفة ويبني الإنسان ويفتح آفاق التقدم، فإن ظواهر الجهالة لا يمكن إلا أن تتزايد وتتفاقم مع ما يترتب عن ذلك من اختلال اجتماعي واقتصادي وثقافي وعرقلة لأي تطور أو تقدم.

وتؤكد تجارب الأمم أن الاهتمام الكافي بقطاع التربية والتعليم وجعله مفتوحا أمام الجميع دون نخبوية أو إقصاء هو أساس بناء مجتمعات حديثة ومتطورة ومنفتحة على المستقبل وأن كل خلل أو تعثر يعرفه هذا القطاع ينعكس سلبا على المجتمع، وهذه حقيقة لا تغفلها بعض الخطابات السياسية في المغرب لكن يتم التغافل عنها في واقع السياسات العمومية المتبعة.

اترك تعليقاً