الرئيسية / أخر المستجدات / كورونا وقصور الرؤية لدى”القوى العظمى”

كورونا وقصور الرؤية لدى”القوى العظمى”

ما يعرفه العالم من انتشار مهول لفيروس (كورونا-كوفيد 19) وضع في الصدارة عددا من القضايا التي لم تحظ بالاهتمام الكافي من طرف العديد من القيادات السياسية في شتى دول العالم وخاصة في “الدول العظمى” التي تتنافس على التحكم في الاقتصاد العالمي وتتسابق في تطوير الأسلحة ووسائل القتل والدمار والخراب.

وحينما جاءت غزوة (كورونا) وما تفعله بالبشر دون ميز تبين أنها لم تكن في الحسبان وأن القوة العسكرية والتكنولوجية غير مجدية في صد الوباء وبالتالي فإن رؤية المستقبل كانت قاصرة لدى القيادات التي اختارت التركيز على تنمية القدرات العسكرية والاقتصادية ولم تتعامل، على الأقل، بنفس الدرجة من الاهتمام بحماية مواطنيها والإنسانية عموما في مواجهة ما يستجد من أوبئة ومخاطر على الصحة العامة.

إن تفشي جائحة (كورونا-كوفيد 19) التي تحصد عشرات أو مئات الآلاف من الأرواح بشكل سريع لا تنفع معه حاملات الطائرات والغواصات والصواريخ عابرة القارات التي كلفت مئات الآلاف من تريليونات الدولارات في الوقت الذي تعجز فيه المستشفيات عن استيعاب المصابين وتعجز الوسائل الطبية المتوفرة عن وقف النزيف البشري الذي تحدثه الجائحة.

إذا استخلص من يعنيهم الأمر العبرة من الفيروس القاتل بإعادة النظر في عدد من المفاهيم وفي الأولويات التي ينبغي أن تكون في صدارة الاهتمام وفي طبيعة العلاقات الدولية فإن العالم يمكن أن  يتغير رأسا على عقب.