الرئيسية / أخر المستجدات / إعانة أم إهانة؟

إعانة أم إهانة؟

بمناسبة شهر رمضان الفضيل وفي غمرة تدابير الحجر الصحي للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد 19) تقوم مؤسسة محمد الخامس بتوزيع بعض المواد الغذائية على الأسر المحتاجة، وعملية تقديم المساعدة للمحتاجين في حد ذاتها جيدة ومحبذة ولا يمكن إلا مباركتها والإشادة بها، ولو أن محتوياتها لا تحل مشكلة الاحتياج ولا تغير وضعية البؤس للفئة المستهدفة، غير أن هذه العملية تكون مثيرة للاشمئزاز حينما يتم تقديم مساعدة على بساطتها للمعنيين أمام كاميرات القنوات التلفزية وغيرها من وسائل الإعلام وحضور ممثلين عن السلطات والأمن وجمهور من المتفرجين حيث تصبح عملية التوزيع إهانة غير مقبولة للكرامة البشرية، وإذا كانت الجهة التي تقدم المساعدات تحرص على التعريف بما تقوم به فإن ذلك لا ينبغي أبدا أن يكون عن طريق التشهير بالمستفيدين، وبالتالي يمكنها أن تكتفي بإصدار بلاغات صحفية تقدم فيها معلومات عن المساعدات وإحصائيات عن عدد الأسر المستفيدة.

وتجدر الإشارة إلى أن قيم المجتمع المغربي الأصيل التي تحث على الإحسان ومساعدة الفقراء والمحتاجين تحبذ أن يتم ذلك في الستر احتراما لكرامة المستفيدين من العمل الإحساني الأمر الذي ينسجم مع تعاليم الدين الإسلامي التي يتشبع بها المجتمع المغربي، ولذلك نأمل إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها تقديم المساعدات حتى تؤدي غايتها الاجتماعية دون المساس بالكرامة البشرية.