احتجاجات في أمريكا

تعم العديد من المدن في الولايات المتحدة الأمريكية موجة من الاحتجاجات الصاخبة بعد  القتل المهين من طرف شرطي  للمواطن الأمريكي من أصل إفريقي (جورج فلويد) وتحولت الاحتجاجات في عدد من المدن إلى أعمال شغب وإحراق وتكسير واجهات المتاجر ونهب محتوياتها وجاء في بعض التقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجأ إلى مخبإ تحسبا لتطور الاحتجاجات التي تتزامن مع استياء الأمريكيين من سوء تدبير مواجهة انتشار وباء كوفيد 19.

وإذا كان الإعلام الأمريكي يغيب الشعب عما تقترفه الولايات المتحدة من حروب وقتل ودمار في مناطق مختلفة من العالم فإن ما يتم ارتكابه في الداخل من ميز عنصري واحتقار للملونين يكشف زيف دفاع أمريكا عن الحرية وحقوق الإنسان ويفضح بشاعة النزعة الرأسماية والليبرالية المتوحشة التي لا تقيم أي اعتبار للقيم الإنسانية.

إن النظام الأمريكي مهما تجبر وطغى عسكريا واقتصاديا وسياسيا فإنه يحمل في ثناياه عوامل انهياره، وما يعرفه الشارع الأمريكي اليوم لن يكون آخر فصول المواجهة مع سطوة الدولة التي تسحق فيها القوة المادية القيم الإنسانية.