الرئيسية / أخبار متنوعة / منظمة ضد الماضي الاستعماري والعبودي لفرنسا تطالب باعتبار الجنرال (دوكول) مجرم حرب

منظمة ضد الماضي الاستعماري والعبودي لفرنسا تطالب باعتبار الجنرال (دوكول) مجرم حرب

انتقلت عدوى مراجعة التاريخ العنصري والاعتداءات من الولايات المتحدة إلى فرنسا، وأقدمت منظمة “عصبة الدفاع عن الأفارقة السود” على اعتبار الجنرال والرئيس الفرنسي ديغول مجرم حرب يجب إسقاط تمثاله مثل باقي مجرمي التاريخ. وتعيش فرنسا تبلور فكر مواطنين فرنسيين من إفريقيا يتشابهون في المطالب مع الأمريكيين السود.

ونشرت العصبة خطابا لها في شبكات التواصل الاجتماعي مطلب اعتبار الجنرال ديغول بمثابة مجرم كبير لأنه عمل على إلغاء أي إشارة الى دور الأفارقة في تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية. وكتبت أن الأفارقة دافعوا عن فرنسا في وقت هرب فيه الجنرال ديغول الى بريطانيا وترك المقاومة لوحدها، ويقدم نفسه لاحقا كبطل قومي. وتشير الى عودة ديغول من مخبأه البريطاني بعدما ساهم فرنسيون وأفارقة وقوات التحالف في تحرير الأراضي الفرنسية من النازية.

وكان أنصار العصبة قد تظاهروا في باريس خلال الأحد الماضي رافعين شعارات تجرم شارل ديغول، واعتقلت الشرطة البعض منهم بتهمة عصيان قانون منع التظاهرات. وترفض وسائل الإعلام المساس بديغول، وطالب التجمع الوطني التي هي الجبهة الوطنية سابقا، اليمين المتطرف بضرورة الحل القانوني عبر القضاء لـ”عصبة الدفاع عن الأفارقة السود”.

واشتهرت منذ سنة 2018 عندما بدأت الدفاع عن ملفات الأفارقة في فرنسا وأوروبا، ونفذت بعض التظاهرات، وشهدت نشاطا كبيرا غداة مقتل جورج فلويد الأمريكي على يد الشرطة الأمريكية الشهر الماضي. وقادت التظاهرات للتضامن مع فلويد واستحضرت ملف تراوري الذي لقي حتفه في ظروف غامضة خلال اعتقال الدرك له.

فقد طالبت بدورها بإزالة تماثيل شخصيات فرنسية معروفة في التاريخ واتهمتها بنشر العبودية أو استغلال إفريقيا مثل جان كولبير من القرن السابع عشر وشارل ديغول من القرن العشرين.

ويعرب مسؤولون فرنسيون عن قلقهم من شعبية العصبة وسط الفرنسيين من أصل إفريقي وحتى المهاجرين الأفارقة، وتردك الحكومة الفرنسية أن سيناريو مطالب السود الأمريكيين بدأ يجد طريقه في فرنسا من خلال هذه العصبة.  وستجد فرنسا نفسها وسط مطالب المغاربة التي تؤرقها والآن مع مطالب الأفارقة، وهذه المطالب تدعو الى تصحيح تاريخ فرنسا الاستعماري والعبودي.

(عن رأي اليوم)