استقبل الصهاينة المحتلون الغاصبون لأرض فلسطين تدوينة الرئيس المنتهية ولايته في الولايات المتحدة الأمريكية حول استقطاب النظام المغربي لنادي المطبعين بفرحة عارمة وابتهاج كبير باعتبار أن التطبيع مع المغرب فيه دعم كبير للكيان الصهيوني، ولكي تحظى هذه الخطوة بالقبول لدى الرأي العام المغربي أو جزء منه فقد ربط (ترامب) في تدوينته تطبيع المغرب باعترافه بمغربية الصحراء.
والحقيقة أن الصحراء مغربية بشهادة التاريخ والجغرافيا والحق والعدل وإرادة الشعب المغربي بكل مكوناته وليس بقرار رئيس أسقطه الناخبون في بلده ولم يبق أمامه سوى الرحيل؛ وبالتالي فإن الوحدة الترابية للمغرب بالنسبة لكل المغاربة تعد من الثوابت والمقدسات التي لا تقبل المس أو التصرف من قِبل أي جهة خارجية.
إن الصحراء كانت وستبقى مغربية ولا يمكن أن تكون محل أي مساومة أو ابتزاز، وبقدسيتها لدى الشعب المغربي تكون أسمى من أن يتم إقحامها في أي صفقة لتبادل المصالح على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وقضية فلسطين اعتبرها الشعب المغربي دائما قضية وطنية نظرا للروابط التاريخية والدينية والبشرية والثقافية للمغاربة بفلسطين، وباعتبار أن قضية فلسطين هي قضية كل من يدرك خطورة أخطبوط الصهيونية والأمبريالية والعنصرية، وهي قضية كل إنسان له ضمير حي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتلين لأرضه والغاصبين لحقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصتها القدس.
إن الثوابت والمقدسات الوطنية للشعوب لا تقبل بأي وجه كان إنزالها لسوق المقايضة أو المساومة، وإن محاولة قوى الطغيان الدولي التحكم في العالم عن طريق منح ما لا تملك وبيع الأوهام للشعوب المستضعفة إنما تريد من خلال ذلك توسيع نفوذها وجبروتها في تحد صارخ للقانون الدولي وللقيم الإنسانية، ولا يمكن لكل شعب حر أن يقبل أو يساير قوى الطغيان الدولي في مخططاتها ومساعيها.