الرئيسية / أخر المستجدات / تأسيس “اسرائيل” ودورها التخريبي في الوطن العربي

تأسيس “اسرائيل” ودورها التخريبي في الوطن العربي

د. غازي حسين (فلسطين)/

تشكّل “اسرائيل” الخطر الداهم على سورية والاردن والعراق حتى المغرب العربي. واسرائيل أم المشاكل والمجازر والحروب والفتن والاغتيالات والقتل وتدمير المنجزات وإغتصاب الارض والمياه والثروات. ويستحيل الاعتراف والنعايش والقبول بهاوالتطبيع والتحالف معهاخيانة وطنية وقومية ودينية وإنسانية وقانونية.

ظهرت الصهيونية عام 1897 كحركة عالمية منظمة لتهجير اليهود إلى فلسطين وإقامة إسرائيل فيها بدعم من الدول الاستعمارية واتباعهم من الأمراء والملوك العرب، ووضعت دول أوروبا الاستعمارية عام 1907 تقرير كامبل لعرقلة الوحدة العربية والمحافظة على التجزئة والتخلّف وإقامة إسرائيل في فلسطين.

ووقّعت فرنسا وبريطانيا اتفاقية سايكس-بيكو عام1916 لاقتسام المشرق العربي بينهما، وأعطت بريطانيا عام 1917 وعد بلفور المشؤوم وغير الشرعي للورد روتشيلد لإقامة إسرائيل في فلسطين العربية، ووافق مجلس الحلفاء عام 1922 في سان ريمو على وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني لتحقيق وعد بلفور، وتضمّن صك الانتداب البريطاني على فلسطين في مادته الثانية تهيئة الأوضاع في فلسطين لتأسيس اسرائيل فيها، وطرحت لجنة التحقيق البريطانية (لجنة بيل) عام 1937 تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الدخلاء على فلسطين والغرباء عنها لحل المسألة اليهودية في أوروبا على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني.

ووقّعت الحركة الصهيونية مع ألمانيا النازية اتفاقية هافارا عام 1934 لترحيل يهود ألمانيا وأوروبا إلى فلسطين، ودعم هتلر التعاون مع الصهيونية لتنظيف ألمانيا منهم وتهجيرهم لإقامة إسرائيل في فلسطين العربية بحسب قول أدولف هتلر الذي يعتبره بعض المؤرخين الألمان مؤسس اسرائيل الحقيقي بسبب تهجيره ليهود ألمانياوالنمساإلى فلسطين.

وأجبرت الولايات المتحدة الأمريكية في 29 كانون الأول 1947 الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على اتخاذ القرار 181 المعروف بقرار التقسيم، وأقاموا اسرائيل في 15 ايار 1948 باستغلال معزوفتي اللاسامية والهولوكوست النازي على أنقاض الشعب العربي الفلسطيني وعروبة فلسطين كقاعدة ثابتة للصهيونية العالمية والدول الاستعمارية في قلب الوطن العربي والمنطقة العربية والإسلامية، ومعادية لشعوبها وحليفة للدول الغربية. وصدر البيان الثلاثي عام 1951 من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لحماية اسرائيل، وظهر دور اسرائيل الوظيفي في الوطن العربي المعادي لمصالح شعوب المنطقة عام 1956 عندما أمّم القائد العربي جمال عبد الناصر شركة قناة السويس البريطانية- الفرنسية، فاتفقت بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين مع اسرائيل على أن تبدأ حرب السويس العدوانية على مصر في 29 تشرين الأول 1956 ثم تشترك فيها لندن وباريس بعد 48 ساعة بأكذوبة حماية الملاحة الدولية لتدمير الجيش المصري وإعادة احتلال مصر، وأرادت فرنسا الاستعمارية الثأر من الرئيس جمال عبد الناصر لدعمه الثورة الجزائرية والقضاء على تأميم شركة قناة السويس، وتعهّدت باريس ببناء مفاعل ديمونا النووي لإسرائيل في صحراء النقب الفلسطينية، وزوّده أحد كبار النازيين الألمان باليورانيوم المسروق من الولايات المتحدة، وأدّى فشل حرب السويس العدوانية الى انحسار النفوذين البريطاني والفرنسي من منطقة الشرق الأوسط وحلول النفوذ الأمريكي محلهما.

وأجبر الرئيس الأمريكي ايزنهاور في بداية عام 1957 اسرائيل على الانسحاب من سيناء وقطاع غزة.

طرح بن غوريون مؤسس اسرائيل في تلك الفترة إقامة حلف الطوق بالتعاون مع تركيا وشاه إيران والحبشة وبعض الدول الأفريقية لتشكيل حلف على شكل طوق معاد للوحدة العربية وحركة التحرر الوطني العربية وفلسطين وسورية ومصر ولبنان.

اندلعت الثورة اليمنية في الستينات من القرن العشرين، وتدخلت المملكة السعودية لدعم الإمام المخلوع، فهبّ القائد العربي جمال عبد الناصر وأرسل الجيش المصري دفاعاً عن الجمهورية اليمنية الفتية.

دعمت إدارة الرئيس جونسون السعودية وامام اليمن المخلوع، وشكّلت لجنة سعودية أمريكية لمواجهة الجيش المصري، وطلب ممثل السعودية في اللجنة الأمير فهد من الممثل الأمريكي في فيها بإجتماعها كانون الأول1966 أن توعز أمريكا لحليفتها اسرائيل بمهاجمة قطاع غزة أو سورية للاشتباك مع الجيش المصري لتخفيف الضغط العسكري المصري عن السعودية في اليمن، وكرر الملك السعودي هذا الطلب بوثيقة أرسلها إلى الرئيس الأمريكي، فاتفق الرئيس الأمريكي ليندون جونسون مع رئيس وزراء العدو ليفي اشكول على إشعال حرب حزيران العدوانية عام 1967، واحتلّت اسرائيل قطاع غزة وسيناء والجولان والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

كان اليهودي هنري كيسنجر انذاك يتولى أهم المناصب في إدارة نيكسون عندما اندلعت حرب تشرين عام 1973 بعد فضيحة ووترجيت التي فجروها للرئيس نيكسون، وقرر كيسنجر انقاذ اسرائيل من الهزيمة واشتراك الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب مباشرة عن طريق الجسر الجوي الذي بدأ من قاعدة رامشتات الألمانية وجزيرة لازور البرتغالية وحتى مطار العريش، ونجح جيش العدو الاسرائيلي بمساعدة من صور الأقمار الصناعية الأمريكية بفتح ثغرة الدفرسوار والتقدّم على الجهة الأخرى من قناة السويس، وأعلن السادات على الفور أنه لا يستطيع أن يواجه أمريكا واتخذ خطاً معادياً للاتحاد السوفييتي، وطلب من الخبراء السوفييت مغادرة مصر للتقرّب من أمريكا واسرائيل على حساب كرامة وحقوق وسيادة الشعب المصري والجولان السوري وفلسطين التاريخية، وتوجّه إلى الكنيست ووقّع اتفاقيتي الاذعان في كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام مع العدو الاسرائيلي في العام 1979.

ودمّر العدو الإسرائيلي عام 1981 المفاعل الذري العراقي الذي بنته فرنسا في بغداد للأهداف السلمية.

ريغان وتصفية قضية فلسطين.. طرح الرئيس ريغان بعد الغزو الاسرائيلي للبنان في الأول من أيلول1982 مبادرته لتسوية الصراع العربي الصهيوني، ووقّع مبعوثه فيليب حبيب مع ياسر عرفات اتفاقات خروج منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليها إلى تسعة أقطار عربية بعيدة عن فلسطين، واتخاذ تونس كمقر سياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي تحوّلت من مقاتلة إلى سياسية، وأشعلت اسرائيل عدة حروب على لبنان في1978  و 1982 و 1992 و 1994 و1996 و 2006بدعم امريكي داخل مجلس الامن وخارجه، ونجح حزب الله بتحرير جنوب لبنان من العدو الاسرائيلي في 25 أيار عام 2000.وأقشل حرب تموز2006التي دعمتها السعودية.

وسخّر العدو الاسرائيلي أكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي سوّقها الموساد لمجرمي الحرب بوش وبلير للإطاحة بالنظام العراقي وتدمير جيشه الوطني ومنجزاته وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية فيه، وتجزئته بإقامة دولة كردية انطلاقاً من القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية وبقية دول الخليج وبدعم وتأييد وتمويل كامل من هذه الدول لإرضاء الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي.

وساعدت دول الخليج مجرم الحرب بوش بإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال البوابة العراقية كما دعمت السعودية حرب تموز 2006التي شنّتهااسرائيل على لبنان،  وشن العدو الاسرائيلي ثلاثة حروب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في أعوام 2008 و 2012 و 2014 ، وتواطأت السعودية وقطر والإمارات مع الحروب الاسرائيلية ومع العميل والمجرم بلير للضغط على قيادة السلطة لتوقيع الحل النهائي لتصفية قضية فلسطين وتطبيع العلاقات  مع إسرائيل عدو الله والأنبياء والعروبة والإسلام والبشرية جمعاء.قامت اسرائيل في فلسطين العربية بدعم من الدول الاستعمارية والمانيا النازية والامارات والممالك التي اسستها بريطانيا.واستغلت الصهيونية الهولوكوست النازي لاقامتها ولارتكاب النكبة ولتبرير الهولوكوست الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.وبالتالي فهي غريبة عن المنطقة دخيلة عليها عدوة لشعوبها ولجميع الشعوب في العالم.ودمرت فلسطين وكانت وراء تدمير لبنان وسورية والعراق وليبيا.وتمارس العنصرية والتمييز العنصري والتطهير العرقي والترحيل وتهويد الارض والبشر والحجروالجينوسايد والعقوبات الجماعية.ويستحيل الاستسلام لها والقبول بدورها التخريبي والتطبيع والتحالف والتعايش معها.ويجب ان تزول ومصيرها الى الزوال.