الرئيسية / أخبار متنوعة / توفيق بوعشرين يراسل ابنه من وراء القضبان

توفيق بوعشرين يراسل ابنه من وراء القضبان

وجه توفيق بوعشرين من وراء القضبان رسالة عبر البريد الى ابنه رضى بوعشرين بمناسبة عيد ميلاده العاشر ( رضى يعتقد الى يومنا هذا أن والده في مهمة عمل في افريقيا بينما هو يوجد في سجن يغيبه عن قرائه ويصادر قلمه الذي طالما أزعج جهات فاسدة).
الى ولدي الغالي رضى بوعشرين 
في 20 يونيو ستطفىء شمعتك العاشرة في ذكرى ميلادك الطيبة
ستشعل الاف الشمعات في قلبي لتبدد ظلامه وحزنه وكآبته..
هذه هي سيرتك وسط أسرتك منذ أطللت علينا قبل 10 سنوات وانت تحمل الفرحة والبهجة الى قلبي أمك وأبيك والى قلوب كل عائلتنا .
مبارك انت ايها الفتى الذي منحه الله حب كل من يراه أو يعرفه..
ستكبر يا بني وستعرف أكثر حبي لك وشوقي لعناقك وحزني على غيابي عن ميلادك..
ستكبر و ستجد قصة أبيك الغائب في ” افريقيا” و ستعرف أننا لم نكذب عليك ولكن إشفاقنا على قلبك الصغير هو ما دفعنا الى اخفاء الحقيقة عنك حتى لا نملأ روحك بالانكسار والحزن
صورك تملأ جدران غرفتي وكل صباح أتطلع الى وجهك الملائكي وكأنك معي ، أحدثك وتحدثني.. أضحك معك وألعب معك وفي الاخير أدعو الله ان يبدد محنتنا ..إن لم يكن من أجلي فمن أجلك انت الذي تدفع ثمن غياب أبيك حرمانا وشوقا وألما أراه في عينيك و في صوتك وانت تسألني السؤال الاصعب على نفسي:
بابا متى ترجع الى البيت؟
أحاول أن أهرب دائما من هذا السؤال الذي يدمي الفؤاد وأعرف أنك تعرف أني مغلوب على أمري وأني عاجز عن اعطائك جوابا مقنعا عن سر غيابي طول هذه المدة.
رضى يا نسمة هواء بارد في صيف حار ،،، افرح ما استطعت الى الفرح سبيلا
اطفىء 10 شمعات فوق حلوى عيد ميلادك، لكن لا تنسى ان تشعل شمعة الامل في قلبي وقلب أمك الغالية التي ضحت في هذه المحنة كما لم يضحي أحد منا وظلت واقفة كالنخلة في الصحراء لا تهزها عواصف الشمال ولا رياح الجنوب..
حتى الطيور وهي في الأسر تغرد في أقفاصها وكذلك أنا أفرح من وراء القضبان بعيد ميلاد رضى الغالي ..
افرح يا حبيببي ولا تخجل في فرحك،، افرح و سيعرف الجميع أنك على قيد الأمل وأن أباك على قيد الحياة ، طافح قلبه بحبك وحب الحرية ..
موقن أن شمس المحنة آيلة الى مغيب و أنك تقرأ مشاعري اتجاهك في الحضور ، كما في الغياب ، في الكلام، كما في الصمت…
الى اللقاء ابني الغالي