الرئيسية / أخر المستجدات / هذا نموذج للتشكيل الآلي: مَكَانَةُ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلْعَالَمِ

هذا نموذج للتشكيل الآلي: مَكَانَةُ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلْعَالَمِ

  د . مَحْمُودْ إِسْمَاعِيلْ صَالِحُ
اَلْمُقَدِّمَةِ :
يَتَحَدَّثَ اَللِّسَانِيُّونَ ، خَاصَّةٌ اَلْمُهْتَمُّونَ مِنْهُمْ بِالتَّخْطِيطِ اَللُّغَوِيِّ ، عَنْ عَوَامِلَ كَثِيرَةٍ تُؤَثِّرُ فِي أَهَمِّيَّةِ لُغَةِ مَا وَمَكَانَتُهَا وَمُبَرِّرَاتِ اِخْتِيَارِهَا لُغَةً رَسْمِيَّةً فِي أَيِّ بَلَدٍ أَوْ مِنْطَقَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُوجِزَهَا فِي اَلنِّقَاطِ اَلتَّالِيَةِ ، مَعَ تَوْضِيحِ عَلَاقَةِ كُلِّ مِنْهَا وَمَدَى تَطْبِيقِهِ عَلَى اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ . مِنْ ثَمَّ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكُمَ بِصُورَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ عَلَى مَكَانَةِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلْعَالَمِ ، مُقَارَنَةٌ بِاللُّغَاتِ اَلْأُخْرَى . أَوَّلاً : اَلْعَوَامِلُ اَلْمُؤَثِّرَةُ فِي مَكَانَةِ اَللُّغَةِ : خَصَائِص اَللُّغَةِ اَللِّسَانِيَّةِ : أ – اَلنِّظَامُ اَلصَّوْتِيُّ لِلُّغَةِ : مِنْ اَلْمَعْرُوفِ أَنَّ اَللُّغَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ إِحْدَى اَللُّغَاتِ اَلسَّامِيَّةِ اَلْعَرِيقَةِ . وَيَتَمَيَّزَ نِظَامُهَا اَلصَّوْتِيُّ بِالصِّفَاتِ اَلتَّالِيَةِ : عَدَدُ أَصْوَاتِهَا : أَرْبَعَةُ وَثَلَاثُونَ صَوْتًا ، مِنْهَا ثَمَانِيَةُ وَعِشْرُونَ صَامِتًا أَوْ شِبْهٍ صَائِت وَسِتَّةِ صَوَائِت أَوْ حَرَكَاتٍ ( ثَلَاثٌ قَصِيرَةٍ وَثَلَاثٍ طَوِيلَةٍ ) . وَفِي رَأْيِي أَنَّ عَدَدَ اَلصَّوَامِتِ أَهَمَّ مِنْ عَدَدِ اَلصَّوَائِتِ ، مِمَّا نَجِدُهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ اَللُّغَاتِ ( اَلْإِنْجِلِيزِيَّةَ مَثَلاً ) ، حَيْثُ إِنَّهَا تَحْمِلُ لُبَّ اَلْمَعْنَى فِي اَلْأَلْفَاظِ وَمِنْهَا يُكَوِّنُ اَلِاشْتِقَاقُ . اَلتَّشْدِيدُ وَالتَّنْوِينُ وَدَوْرِهِمَا اَلصَّرْفِيِّ وَالنَّحْوِيِّ جَدِيرٍ بِالذِّكْرِ أَنَّ اَللُّغَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ تَسْتَخْدِمُ كَامِلَ اَلنِّطَاقِ اَلنُّطْقِيِّ لِلْإِنْسَانِ ، حَيْثُ تَسْتَغِلُّ أَصْوَاتَهَا اَلنِّطَاقَ اَلَّذِي يَبْدَأُ مِنْ أَقْصَى اَلْحَلْقِ ( اَلْحِبَالْ اَلصَّوْتِيَّةِ ) إِلَى اَلشَّفَتَيْنِ ، كَمَا تُضِيفُ إِلَى ذَلِكَ ظَاهِرَةً لَا تَكَادُ تَعْرِفُ فِي اَللُّغَاتِ اَلْأُخْرَى اَلْمَشْهُورَةِ ، وَهِيَ ظَاهِرَةُ اَلْأَطْبَاقِ اَلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى اَلتَّمْيِيزِ بَيْنَ اَلسِّينَ وَالصَّادِ وَالتَّاءِ وَالطَّاءِ مَثَلاً . مِنْ هُنَا يُمْكِنُنَا اَلزَّعْمُ بِوُجُودِ خَصَائِصَ صَوْتِيَّةٍ أَوْ نُطْقِيَّةٍ مَمْزَة لِلُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ . مِنْ اَلْجَانِبِ فَوْقَ اَلْقَطْعِيِّ ، نَجِدُ أَنَّ اَلْعَرَبِيَّةَ مِثْل مُعْظَمِ لُغَاتِ اَلْعَالَمِ اَلْمَعْرُوفَةِ لُغَةَ تَنْغِيمِيَّةَ intonation language ( أَيْ اَلِاخْتِلَافِ فِي طَبَقَةِ اَلصَّوْتِ pitch يُؤَثِّرَ فِي مَعْنَى اَلْجُمْلَةِ ، لَا عَلَى مُسْتَوَى اَلْكَلِمَةِ كَمَا هُوَالْحَالْ مَعَ اَلصِّينِيَّةِ وَالْفِيتْنَامِيَّةِ مَثَلاً ) . وَتُسْتَخْدَمَ اَلْعَرَبِيَّةُ أَرْبَعَةَ طَبَقَاتٍ مِنْ اَلصَّوْتِ وَثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ مِنْ اَلْوَقْفِ اَلْجَمَلِي لِلتَّعْبِيرِ عَنْ مَعَانِي مُخْتَلِفَةٍ أَوْ لِأَدَاءِ وَظَائِفَ لُغَوِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ ، كَالْأَخْبَارِ وَالِاسْتِفْهَامِ وَالتَّعَجُّبِ وَالِاسْتِمْرَارِ فِي اَلْكَلَامِ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ . كَقَوْلِنَا : ” مُحَمَّدْ طَالِبٍ جَامِعِيٍّ ” عَلَى وَجْهِ اَلْإِخْبَارِ فَيَكُونُ اَلنَّمَطُ اَلتَّنْغِيمِيِّ : مُتَوَسِّطٌ – مُرْتَفِع – هَابِط وَوَقْفَةَ هَابِطَةً . أَمَّا إِذَا أَرَدْنَا اَلِاسْتِفْسَارُ فَيَخْتَلِفُ اَلنَّمَطُ اَلتَّنْغِيمِيِّ لِيُصْبِح : مُتَوَسِّطٌ – مُرْتَفِع مَعَ وَقْفَةٍ صَاعِدَةٍ . وَكَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ تَرْتَفِعُ طَبَقَةَ اَلصَّوْتِ اَلْمُرْتَفِعَةِ خَاصَّةً دَرَجَةَ أَوْ أَكْثَرَ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ اَلتَّعَجُّبِ أَوْ اَلِاسْتِغْرَابِ . عِنْدَ رَغْبَتِنَا فِي اَلِاسْتِمْرَارِ فِي اَلْجُمْلَةِ أَوْ اَلْعَدِّ ، غَالِبًا مَا نَلْجَأُ إِلَى اِسْتِخْدَامِ اَلنَّمَطِ اَلتَّنْغِيمِيِّ : مُتَوَسِّطٌ – مُرْتَفِع – مُتَوَسِّط مَعَ وَقْفَةٍ مُعَلَّقَةٍ suspended juncture ، وَذَلِكَ لِكَيْ يُتَابِعَ اَلسَّامِعُ كَلَامُنَا وَيُعْرَفُ أَنَّ اَلْعِبَارَةَ لَمْ تَنْتَهِ بَعْدٌ . كَذَلِكَ نَجِدُ أَنَّ اَلْعَرَبِيَّةَ تَسْتَخْدِمُ كُلًّا مِنْ نَبْرِ اَلْكَلِمَةِ وَنَبْر اَلْجُمْلَة فِي اَلْكَلَامِ اَلْمَنْطُوقِ . مَثَلاً نَجِدُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ مَنْبُورَة تَبَعًا لِقَوَاعِدَ مَعْلُومَةٍ ، كَنَبْرِ اَلْمُقَطَّعِ اَلْأَوَّلِ مِنْ اَلْكَلِمَةِ إِنَّ كَانَتْ مَقَاطِعُهَا قَصِيرَةً ( كَمَا فِي ك – ت – ب ) . وَيَقَعَ اَلنَّبْرْ عَلَى اَلْمُقَطَّعِ اَلطَّوِيلِ ( بِهِ صَائِت طَوِيلٍ أَوْ صَامِتِينَ مُتَتَابِعَيْنِ ( كَمَا فِي م – كَا – ن ، أَوْ م – صَرَّ – ف ) . . . إِلَى غَيَّرَ مِنْ اَلْقَوَاعِدِ اَلْمَعْرُوفَةِ ( اُنْظُرْ دَاوُدْ عَبْدُهْ . . . ) . أَمَّا عَلَى مُسْتَوَى اَلْجُمْلَةِ ، فَنَجَدَهَا نَنْقُل اَلنَّبْرَةُ مِنْ كَلِمَةٍ إِلَى أُخْرَى حَسَبَ رَغْبَتِنَا فِي اَلتَّأْكِيدِ عَلَى أَيِّ مِنْهَا ( فِي اَلْجُمْلَةِ : اِشْتَرَى زَيْدْ كِتَابًا جَدِيدًا ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْقُلَ اَلنَّبْرَةُ اَلْجَمْلِيَّة إِلَى اَلْفِعْلِ أَوْ اَلْفَاعِلِ أَوْ اَلْمَفْعُولِ بِهِ أَوْ اَلصِّفَةِ لِنُؤَكِّدَ لِلسَّامِعِ أَيًّا مِنْهَا . ) . ( جَدِير بِالذِّكْرِ أَنَّ عَلَامَاتِ اَلتَّرْقِيمِ وَالِاسْتِخْدَامِ اَلْخَاصِّ لِلْأَبْنَاطِ أَوْ اَلْأَلْوَانِ أَوْ وَضْعِ اَلْخَطِّ تَحْتَ اَلْكَلِمَةِ كُلِّهَا وَسَائِلُ كِتَابِيَّةٌ لَلَتَعَبِيرْعَمَا يُسَمَّى بِالظَّوَاهِرِ فَوْقَ اَلْقَطْعِيَّةِ ( أَوْ اَلتَّطْرِيزِيَّةِ كَمَا يُسَمِّيهَا اَللُّغَوِيُّ اَلْمَعْرُوفُ كَمَالُ بَشَرٍ ) . كَذَلِكَ نَجِدُ أَنَّ اَلْوَزْنَ فِي اَلشِّعْرِ إِنَّمَا يَعْتَمِدُ عَلَى أَنْمَاطِ تَوْزِيعِ نَبْرِ اَلْكَلِمَةِ