الرئيسية / أخر المستجدات / العنف كوسيلة في تنافس بعض “الأحزاب” في الحملة الانتخابية

العنف كوسيلة في تنافس بعض “الأحزاب” في الحملة الانتخابية

تناقلت بعض المواقع نشوب مواجهات عنيفة بين مرشحي حزب “الأصالة والمعاصرة” وحزب “التجمع الوطني للأحرار” ومناصريهم في إطار الحملة الانتخابية بإقليم الصويرة، وهو حدث غير معزول وله أمثلة في الحملات الانتخابية في مناطق مختلفة، والحزبان المشار إليهما يتشابهان في مصدر وجودهما رغم الفاصل الزمني الواسع بين تاريخ ميلادهما، وهما حسب النظام الانتخابي وما يُعرف عن الانتخابات في المغرب من المرتقب أن يكونا من بين الأحزاب الأربعة الأوائل عند إعلان نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021.

واستعمال العنف والعنف المضاد في الحملة الانتخابية بدل النقاش السياسي والتنافس المتحضر لاستمالة الناخبين يكشف طينة الأحزاب التي توجد في صدارة العمل السياسي وتقدم أسوأ مثل لهذا العمل مما يثير الاستهجان والامتعاض من السياسة والسياسيين ويكرس العزوف عن المشاركة في التصويت ويرسخ انعدام الثقة في المؤسسات التي تضم “سياسيين” من هذا النوع البئيس الذي لا يمكن أن يقدم أي شيء لهذا الوطن الذي يحتاج للكثير.

إن الأحزاب التي لاتنبثق من المجتمع ولا تستطيع أن تقنع الناخبين بأفكارها إذا كانت لها أفكار وتحاول أن تفرض وجودها بالعنف وبمحاولة إلغاء الآخرين وتعطي أسوأ الأمثلة في نوع “التنافس” الذي تقوم به، تعد مسؤولة عن أزمة الثقة وعن عدم مصداقية المؤسسات المنتخبة، وما تحصده مثل هذه الأحزاب من أصوات يندرج غالبا في عمليات شراء الذمم في مجتمع يعاني من الفقر والجهل والتخلف، وفي النهاية يتزايد فساد الحياة السياسية وما يتبعها من فساد في مجالات أخرى، ومزيد من النفور والعزوف مما قد يؤدي، لا قدر الله، لأوخم العواقب.

عبد القاد العلمي