الرئيسية / أخبار متنوعة / متحدون من أجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد

متحدون من أجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد

بدعوة من المؤتمر العربي العام الذي يضم مؤتمرات واتحادات وأحزاب وهيئات ومؤسسات شعبية عربية، انعقد يوم الجمعة 10 سبتمبر 2021، الملتقى العربي “متحدون من أجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد” وذلك بحضور حوالي 400 شخصية عربية من معظم أقطار الأمّة وتياراتها وقواها الحيّة.
وتضمن برنامج الملتقى عبر تطبيق “زوم” على مدى خمس ساعات، جلسة افتتاحية ترأسها الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ مجدي المعصراوي (مصر)، وتحدث فيها المنسق العام للمؤتمر العربي العام  المحامي خالد السفياني (المغرب)، ونائب أمين عام حزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الوزير السابق بشارة مرهج.
وترأس الجلسة الأولى مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود (فلسطين)، فيما ترأس الجلسة الثانية الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب الأستاذ عمر زين، وترأس الجلسة الختامية الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية الأستاذ قاسم صالح (لبنان).. وفي الختام تلت الأستاذة رحاب مكحل البيان الصادر عن الملتقى.
 وقال المناضل العروبي الكبير الأستاذ معن بشور أن الملتقى “لم يكن من أجل لبنان، ولم يكن مؤتمراً أو تجمعاُ أو مهرجاناً، بل كان أمسية حب ووفاء من قبل المئات من أبناء الأمة ومناضليها ومثقفيها وسياسييها تجاه لبنان عبّروا عن مكانة هذا البلد الصغير في مساحته والكبير في تأثيره لدى كل عربي.. وكم كانت كلماتهم عن حبهم للبنان مشّعة وحارّة ومعبّرة جعلتني على مدى ساعات خمس استغرقت الملتقى استعيد صوراً من ذاكرة انتصار لبنان لاشقائه العرب في كافة معاركهم ونضالهم وحصاراتهم.. وأرى اليوم بعض مظاهر الوفاء لذلك الانتصار.
 في هذا الملتقى كانت ورقة عمل قدمها الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج  شكّلت بنظر الكثير من المشاركين والمشاركات نواة خارطة طريق لما يمكن أن يقدمه العرب، الشعبيون والرسميون، للبنان، لكسر الحصار المفروض عليه.
 في الملتقى الافتراضي الذي حضر المشاركون والمشاركات فيه من17 دولة عربية  برزت الأمة موحّدة. وانها موجودة في كل قطر يصاب بجرح أو يتعرض إلى محنة”.
وفيما يلي كلمة الأستاذ عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين:

بسم الله الرحمان الرحيم

الأخوات والإخوة الكرام

من المغرب الأقصى أحييكم باسمي وباسم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين

تبتعد المسافة الجغرافية وتقترب المسافة العربية وتتلاحم إرادة شعوبنا في مواجهة عدو قد تتغير ملامحه هنا وهناك ولكنه عدو واحد يتربص بأمتنا من شرقها إلى غربها ويستعمل كل الوسائل من أجل تفكيكها وتفتيت عوامل قوتها وإضعافها وتركيعها والهيمنة بالتالي على كل أجزائها.

واليوم يواجه لبنان محنة حصار ظالم يخدم أهداف العدو في المنطقة، وتتواطأ ضد لبنان قوى الاحتكار والفساد والعمالة من أجل إنهاكه كقلعة عربية مقاومة صامدة.

لبنان العروبة واللبنة القوية في الصرح العربي، لبنان الذي يتسع لاحتضان المؤتمرات والمنتديات العربية كلما تعذر ذلك في بلدان عربية أخرى، لبنان مركز إشعاع ثقافي، لبنان الحضارة، لبنان المقاومة، لبنان الصمود، هذا اللبنان ينادينا اليوم كعرب أحرار لا نقبل الركوع والانحناء أمام أي قوى أجنبية أو عميلة ولا نهادن قوى الفساد والاستبداد ونتطلع للحرية والكرامة والتقدم.

ينادينا لبنان كما ينادي كل الضمائر الحية في هذا العالم لنلمس ونحس بمعاناته في ظرفية عصيبة يجتازها كجزء من وطننا العربي الكبير وكطرف في الصف الأمامي للدفاع عن قضايانا العادلة وفي مقدمتها قضيتنا المركزية قضية فلسطين، التي قدم لبنان وما زال يقدم تضحيات جسام ليس فقط بسبب دعمه القوي للقضية وإنما أيضا بمشاركته الفعلية والميدانية في المقاومة والتصدي لمخططات الاحتلال الصهيوني الغاصب.

لبنان الذي تتواطأ ضده قوى الشر والفساد يحتاج اليوم إلى أشقائه وإلى كل شركائه في النضال من أجل تحرير الأرض وتحرير الإنسان ومن أجل ضمان الكرامة العربية، لبنان يحتاج اليوم إلى كل أشراف هذه الأمة وإلى كل ضمير إنساني حي.

لبنان اليوم ليس في حاجة إلى مجرد التضامن العاطفي معه فيما يعانيه من ظروف قاسية وإنما هو في حاجة لمؤازرة فعلية ودعم ملموس مما يتطلب منا جميعا:

  • العمل الجاد والمكثف لتحسيس وتعبئة أصحاب القرار على مستوى دولنا وعلى مستوى المؤسسات العربية والدولية المعنية لتقديم كل وسائل الدعم الضرورية لمساعدة لبنان على الخروج من الظرفية العسيرة التي يجتازها.
  • استنهاض التنظيمات والقوى الشعبية للمشاركة في التعبئة وممارسة الضغوط من أجل تحرك مدني وحكومي لفائدة المؤازرة العملية للشعب اللبناني والحد من معاناته.
  • إذا كان الحصار الظالم المفروض على لبنان بقرار أمريكي من أسباب تأزم وضعه الاقتصادي فإنه من الضروري العمل على تحرر الحكومات من أي التزام بهذا القرار المجحف في حق لبنان وشعب لبنان.
  • إن حماية السيادة الوطنية لكل أقطار المنطقة العربية تبدأ بالإدراك الجماعي لخطورة ما يحيكه التحالف الأمبريالي الصهيوني ضد أمتنا ومن ثمة عدم الانصياع للقرارات التي تخدم أهداف الاحتلال والهيمنة، والعمل الوحدوي هو الذي يضمن القوة والفعالية في مواجهة أعداء هذه الأمة.
  • إذا كانت هناك أنظمة عربية منبطحة أمام قوى الطغيان الدولي أو متخاذلة في دعم القضايا العادلة للأمة فلا يحق للشعوب أن تظل صامتة أو بعيدة عما يجري في أقطار وطننا العربي الكبير لأنه لا تطور ولا تنمية ولا تقدم دون التحرر من كل أشكال الهيمنة والتدخلات الأجنبية.

إن الشعوب لا يمكن أن يرضيها الخنوع والتشتت والضعف في أي بقعة من الوطن العربي، وهي قادرة بإرادتها وعملها على التصدي لكل خطر يهدد بلدانها وتحقيق التحرر المنشود.

إذا الشعب يوما أراد الحياة   فلابد أن يستجيب القدر