الرئيسية / أخر المستجدات / التآمر على القضية الفلسطينية ومخاطر التطبيع في المنطقة

التآمر على القضية الفلسطينية ومخاطر التطبيع في المنطقة

أصدرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بيانا حول التطورات التي تعرفها المنطقة العربية والتغول الصهيوني ومخاطر الاندفاع المتزايد في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وما يحاك في المنطقة المغاربية من مخططات التفكيك والتقسيم، والاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الدينية في القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك، ووضعية الأسرى في سجون الاحتلال، وفيما يلي نص البيان:

 تمر الأمة العربية والإسلامية، ومنها بلادنا بمنعطف دقيق مفتوح على احتمالات غاية في السوء والخطورة، ما يستدعي أقصى درجات الحذر والاستنفار. ولمركزية القضية الفلسطينية في قضايا الأمة إن أي تآمر عليها سرعان ما ينعكس ويلقي بتبعاته على كل أقطارها دون استثناء، وهذا ما تبدى خلال الفصول الأخيرة من هذا التآمر الصهيوني والاستعماري منذ انطلاق ما سمي بصفقة القرن ضمن ما يدعى المسار الإبراهيمي حيث يراهن الكيان الغاصب ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية على من يعتبرانهم حلفاء لهما من الأنظمة العربية لتصفية قضية فلسطين وإجهاض كفاح الشعب الفلسطيني العادل من أجل استقلاله وتحرره من الاحتلال الغاشم.

إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إذ تحيي صمود الشعب الفلسطيني اتجاه المخططات الهادفة إلى تصفية قضيته وتترحم على أرواح شهداء الفجر ممن تم اغتيالهم على يد جيش الحرب الصهيوني المجرم تنبه الرأي العام إلى أن أجندة الكيان الصهيوني إزاء مسرى رسول المسلمين ومعراجه قد بلغت مستوى جد خطير ينذر بانفجار الوضع كله بمنطقتنا . فإذا كان ما يسمى مسيرة الأعلام قد أدى لجريمة ما سمي حارس الأسوار ومعركة القدس، فإن ما يسميه الصهاينة بالسنهادرين سيؤدي، لا محالة، لمواجهة أكبر فيما يستقبل من الأيام . 

إن الصهاينة، كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي، ما انفكوا يطالبون بالتقسيم الزماني و المكاني للمسجد الأقصى، تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، هذه هي عقيدتهم وهي استراتيجيتهم التي يعبرون عنها باقتحاماتهم للمبنى وكل الفضاء المقدس للمسلمين، وهو ما يستلزم النفير العام على مستوى كل الأمة والاستعداد لمواجهة التحدي الذي يرفعه الصهاينة كل يوم .

 ومن جهة أخرى، إذا كان المطبعون قد جروا بلادنا، ضدا على إرادة الشعب، إلى مستنقع التطبيع مع العدو الصهيوني، بدعوى الضغوط الأمريكية للاعتراف بالكيان العنصري بتل أبيب، في حدود تمثيلية الحد الأدنى، مقابل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فإن التيار المتصهين داخل الدولة، ما انفك يوغل ويغرق البلاد في هذا المستنقع، وهو ما بدأ يعزل بلادنا، شعبيا ورسميا، عن جوارها العربي والمغاربي كما حصل بعد الموقف الجنوب إفريقي والجزائري من عضوية الكيان كمراقب بالاتحاد الإفريقي، حيث أجمعت الأقطار المغاربية جميعها على موقف موحد باستثناء المغرب ! 

       إن هذا التوجه الانعزالي الجديد في قرارات الخارجية المغربية وركوب قادة الكيان الإرهابي العنصري في تل أبيب عليها وانخراط الآلة الإعلامية والدعائية والاستخبارية للكيان في التحريض والتصعيد وإشعال الفتنة والحرب بين المغرب والجزائر قد بدأت تنذر بالخطر، لاسيما بعد القرارات الأخيرة للنظام الجزائري بقطع العلاقات وإغلاق الأجواء الجزائرية في وجه الطيران المغربي، وقبل ذلك ما جرى بالاستغلالات الفلاحية ب ” إغزرن فيݣيݣ ” المشهور بضيعات  العرجة على الحدود الشرقية

إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إذ تستحضر هذا الوضع المحتقن والقابل للانفجار بأية لحظة:

1) تعلن عن امتعاضها من استمرار المسؤولين الجزائريين في مواقفهم الداعمة للمشروع الإنفصالي بالصحراء المغربية وكذا من قراراتهم الأخيرة القاضية بقطع العلاقات وغلق الأجواء الجزائرية في وجه الطيران المغربي وتكريس مزيد من التباعد بين الشعب الواحد في كل من الجزائر والمغرب .

 

  2) تدين تصريحات السفير عمر هلال بارتكاب نفس الخطأ بالدعوة لدعم الانفصال بمنطقة القبائل الجزائرية .

3) تعتبر أن الحوار البناء والصادق هو المدخل لحل كل مشاكلنا بين الأشقاء بعيدا عن المشاريع الاستعمارية والصهيونية لتفتيت منطقتنا على أسس إثنية وقبائلية ومناطقية وإعادة تركيبها وفق أجنداتها ومصالحها .

4) تدين أي تواجد للصهاينة في بلادنا وندين الحملات الاستعراضية و الاستفزازية التي تقوم بها جحافل هؤلاء القتلة الإرهابيين واستباحاتهم للسيادة الوطنية وتوجههم للكركرات في الحدود مع الشقيقة موريتانيا وللسعيدية وأحفير في الحدود مع الشقيقة الجزائر والقيام برقصات وحمل أعلام كيانهم الغاصب .. وكل ذلك تحت أنظار السلطات !! 

5) تعتبر أن ما قام به وفد القتلة الصهاينة بقيادة رائد في البحرية الصهيونية المدعو أبراهام أفيسمير وما قام به الصهاينة بالداخلة والكركرات – كما هو الشأن بربط صحرائنا وقضيتنا الوطنية ككل بالعدو الصهيوني – يضرب عدالة ومصداقية وحدتنا الترابية في مقتل ويثير علينا شعوب الجوار.

وتطالب : 

1) بضرورة الإغلاق الفوري لمكتب الاتصال الصهيوني وفك أي ارتباط أو علاقة وإلغاء كل الزيارات المسمومة وغيرها من المبادرات التطبيعية مع هذا العدو الذي ما انفك يتآمر على وحدة وسيادة المغرب الترابية والمجتمعية وعلى الدولة ويسعى، استخباريا وعسكريا، لنشر الفتنة وبناء كيانات وهمية داخل المغرب ودعوة الجيش للتمرد على أسس إثنية ! 

وتناشد الشعب المغربي وكذا الجزائري المزيد من الحيطة والحذر من الغزو الصهيوني ومن مخططات الصهاينة التي تستهدف بلادنا والمنطقة والحذر المضاعف من *لغم بنشباط* حول ما يسميه ” الصحراء الشرقية ” وخرائطهم الإثنينة المشبوهة !!.

2) عدم الانخراط في أية أحلاف صهيواستعمارية لن تكون عواقبها إلا وبالا على مصير البلاد الذي اختار، دوما أن يكون في صف الشعوب المحبة للسلام والرافضة للحروب وويلاتها .

في الختام فإن مجموعة العمل، بكل المكونات المنضوية تحت لوائها، تتوجه بأحر التحيات للشعوب وقواها المدنية الحية من رياضيين وفنانين ومبدعين على يقظتهم الدائمة وردود فعلهم التلقائية الرافضة للتعامل مع الكيان الغاصب بالمحافل الدولية إلا بما هو أهل له في المقاطعة ككيان احتلال وحرب وفصل عنصري لا يستقيم التعامل معه وفق الضمير الإنساني الحي، وفي هذا السياق نتوجه بالتحية للقضاء العراقي على إصداره لمذكرة القبض على بعض العملاء من المتسللين تحت يافطة العشائر، وبحماية أمريكية، لمخاتلة تمرير الاختراق الصهيوني في مؤتمر أربيل الإبراهيمي الخياني.

المجد والخلود للشهداء .. تحية إكبار للأسرى وعلى رأسهم أسرى سجن جلبوع الستة الأبطال.

الرباط في 28 شتنبر 2021

السكرتارية الوطنية