ما هو القانون الدولي الإنساني؟

في عالم تتصارع فيه قوى متعددة على أهداف استراتيجية ومصالح اقتصادية متعارضة تؤدي إلى إشعال نزاعات مسلحة تحت غطاءات سياسية متباينة في عدد من مناطق العالم وتخلف الكثير من الدمار والمآسي الإنسانية، والقانون الدولي الإنساني أو قانون الحرب كما يسميه البعض هو آلية لدى المجتمع الدولي للحد من آثار الحروب وحماية غير المشاركين فيها.

وهناك عدة تعريفات موضوعة من طرف خبراء وباحثين في القانون الدولي الإنساني تتقاطع وتتكامل؛ ومنها تعريف عامر الزمالي الذي عرَّفه بأنه « فرع من فروع القانون الدولي العام تهدف قواعده العرفية والمكتوبة إلى حماية الأشخاص المتضررين في حالة نزاع مسلح بما ينتج عن ذلك النزاع من آلام كما تهدف إلى حماية الأموال التي ليست لها علاقة مباشرة بالعمليات العسكرية »، ويعرفه أحمد أبو الوفا بأن « القانون الدولي الإنساني ـ من إسمه ـ يشمل مجموعة القواعد التي تهدف إلى جعل الحرب أكثر إنسانية، سواء بين الأطراف المتحاربة أو بالنسبة إلى الأشخاص غير المنخرطين في النزاع المسلح، أو بخصوص الأعيان والأهداف غير العسكرية »، ويمكن أن نستخلص بأن القانون الدولي الإنساني هو مجموعة من القواعد الدولية الموضوعة بمقتضى معاهدات وأعراف للحماية من ويلات الحروب وتقييد استخدام أساليب ووسائل القتال لأسباب إنسانية، وحماية المدنيين غير المشاركين في القتال والعسكريين الذين توقفوا عن المشاركة في الأعمال العدائية، والمعاملة الإنسانية للأسرى وعدم استهداف أماكن العبادة والمنشآت الثقافية وحماية البعثات الطبية وحاملي المساعدات الإنسانية. وتتكون المصادر الأساسية للقانون الدولي الإنساني من اتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1949 والبروتوكولات الملحقة بها.