الرئيسية / أخر المستجدات / عنصرية “الضمير” الغربي
الخراب الذي تخلفه الحرب على اليمن

عنصرية “الضمير” الغربي

الحرب في أوكرانيا أكدت مرة أخرى عنصرية الغرب المقيتة ونظرته التمييزية بين الشعوب، وبقطع النظر عن أهداف الموقف الروسي وما يتوخاه من غزو أوكرانيا التي توجد على حدوده الغربية وكانت جزءا من الاتحاد السوفييتي في الماضي غير البعيد، فإن ما يهمني في هذه الأسطر هو التباكي الأوربي والغربي عموما على القانون الدولي والتحرك الواسع لتزويد أوكرانيا بالسلاح واللوجيستيك والأموال والمتطوعين بالإضافة إلى الحملة الإعلامية الواسعة دعما لجيشها وشعبها في مقاومة الاحتلال، والدعوة إلى إنزال العقوبات الصارمة على روسيا، ويمكن اعتبار هذا التضامن والدعم القوي وغير المسبوق لأوكرانيا من دول الغرب  عاديا ولا يثير أي استغراب أو أعتراض.

غير أن الموقف الغربي من الحرب في أوكرانيا يُذكِّر بعض الشعوب المقهورة التي تعرضت لاحتلال أراضيها واغتيال قادتها والإطاحة بأنظتها وارتكاب أبشع الجرائم في حق سكانها في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية ولا سيما القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان؛ كما حصل في العراق وكما هو حاصل في فلسطين المحتلة والحروب بالوكالة كما هو الحال في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها، كل هذه الحالات وما شابهها لم تحرك “ضمير” الغرب الذي لا يكتفي بالتجاهل وغض الطرف عن الفظائع والجرائم المرتكبة في حق دول وشعوب وإنما ينخرط في بعض الحالات مع الاحتلال والجهات المارقة كما هو الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الغاصب لأرضه ووطنه، وعوض الاعتراف على الأقل بهذا الحق نرى موقفا معاكسا لدرجة نعت مقاومة الاحتلال بالإرهاب.

إن الأحداث التي تعرفها شتى مناطق العالم تعري الوجه الحقيقي للقوى الاستعمارية في تعاملها مع هذه الأحداث حيث ينكشف أسلوب الكيل بمكيالين مختلفين بالنسبة لوقائع تتشابه في شكلها وعمقها غير أن تكييفها والمواقف بشأنها تتناقض بسبب العنصرية المقيتة التي يبدو أنها راسخة في العقلية والثقافة الغربيتين.