التفاهة التي تصر على اقتحام البيوت

من معالم هذا الزمن الرديئ إصرار القنوات التلفزية العمومية التي تمول من المال العام على تقديم أكثر الأعمال تفاهة خاصة في شهر رمضان الفضيل حيث إن أغلب البرامج والمسلسلات التي تقتحم البيوت قسرا تبتعد بمسافات ضوئية عن الفنون الجميلة التي من المفروض احترام معاييرها، وتخدش الأذواق السليمة عوض الارتقاء بها، وتنشر العبث والضحالة بمضامينها بدل أن تقوم بدور التنوير والتثقيف.

وإذا علمنا أن المغرب غني بطاقاته الفكرية والفنية والإبداعية، فإن الإصرار على جعل التفاهة والرداءة تتصدر المشهد الإعلامي السمعي البصري فإن هذا يعني أن هناك إرادة مبيتة لتعميم العبث وإفساد الأذواق وتشويه معايير الجمال وتسطيح العقول والسير بالمجتمع في منحدر الانحطاط وتكريس التخلف مما يتناقض مع شعارات التنمية وبناء الإنسان كمحور أساسي في موضوعها ويتعارض مع ما تتطلع إليه الأجيال الصاعدة من وضع قواعد صلبة وبناء سليم لمستقبل أفضل.