الرئيسية / Uncategorized / لا نكبة مع المقاومة في فلسطين * لا تطبيع مع الصَّـهينة للمغرب
ذكرى النكبة

لا نكبة مع المقاومة في فلسطين * لا تطبيع مع الصَّـهينة للمغرب

بمناسبة الذكرى 74 لتنفيذ المؤامرة الاستعمارية الصهينية بإعلان قيام كيان إرهابي عنصري غاصب على أرض فلسطين نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وقفة شعبية حاشدة أمام مبنى البرلمان بالرباط تحت شعار”لا نكبة مع المقاومة في فلسطين، لا تطبيع مع الصهينة للمغرب” وحضرت في الوقفة قيادات سياسية ونقابية وحقوقية ورموز ثقافية وجمهور غفير، وتم ترديد شعارات قوية منددة بالجرائم الصهيونية ومطالبة بإسقاط التطبيع مع كيان الغصب والاحتلال، وفيما يلي كلمة مجموعة العمل بهذه المناسبة والتي ألقاها الأستاذ عبد الحفيظ السريتي عضو سكرتارية المجموعة:

في مثل هذا اليوم (15 ماي) قبل 74 عاما .. كان العالم والإنسانية على موعد مع حدث إجرامي رهيب ما يزال مستمرا إلى هذه اللحظات .. !!

اليوم تدخل قضية اغتصاب فلسطين عامها ال74 من مسيرة الآلام والمعاناة بالدم المسفوح (أطفالا ونساء وشيوخا.. قبل الرجال) والتهجير والتشريد والأسر والتنكيل وغصب الأراضي والاستيطان والحصار والمجازر والتطهير العرقي والإبادة الجماعية وتزوير التاريخ والجغرافيا والاركيولوجيا …  كل ذلك من قِبل عصابات الإرهاب الصهيوني التي جعلت من 15 ماي 1948 يوم إعلان كيانها الإرهابي العنصري الغاصب بدعم ورعاية من المنظومة الامبريالية العالمية غداة الحرب العالمية الثانية ..

إنها نكبة فلسطين .. وقد دخلت عامها ال74 .. ينضاف إليها ال30 عاما السابقة على 1948 من الاستعمار البريطاني الملقب ب”الانتداب” الذي كان مجرد تهيئة وترتيب ممنهج ومقصود لزراعة أكثر كيان وحشية في تاريخ البشرية على أرض فلسطين بمقتضى صك وعد بلفور المشؤوم الذي كان ولا يزال وسيبقى يحمل صفة :”وعد من لا يملك لمن لا يستحق” …

وعد من مستعمر مجرم أول .. إلى مستعمر مجرم ثان .. يشتركان .. إلى اليوم في كل الجرائم والآثام والآلام التي أدى.. ويؤدي.. شعب فلسطين ثمنها حتى اليوم ..

*لا نكبة مع المقاومة في فلسطين….* 

إنه الشق الأول من شعار وقفتنا اليوم كمغاربة من قلب العاصمة الرباط .. في تزامن مع وقفات أخرى بأكثر من مدينة مغربية ترفع نفس العنوان…

إنه الشعار الذي يتجاوز مجرد كونه مبدءا فكريا ثقافيا أخلاقيا حقوقيا قائما على مشروعية وحق وواجب المقاومة لمواجهة كل احتلال عبر التاريخ .. إلى كونه حقيقة تاريخية مادية ميدانية ثابتة على أرض فلسطين بفضل صمود وبسالة وبطولة شعبها الأسطوري الذي لم يرفع راية الاستسلام مطلقا .. سواء خلال الانتداب الصهيو_بريطاني.. أو خلال الاحتلال الصهيو_صهيوني .. !!

إن مقاومة الشعب الفلسطيني أضحت أيقونة عالمية ومدرسة تاريخية شكلت عنوانا إنسانيا لكل شعوب العالم التوّاقة  للحرية والعدل والكرامة ..

إن العدو الصهيوني.. ومعه منظومة رعايته العالمية .. إذا كان قد بلغ 74 عاما من مسلسل الجرائم ضد الإنسانية بحق شعب فلسطين وشعوب المنطقة .. فإن هذه الفترة تحمل أيضا رصيدا حافلا من منجزات المقاومة الفلسطينية والعربية ضد العدوان والاحتلال .. جعلت قضية فلسطين مستمرة إلى اليوم دون نجاح الاحتلال في تصفيتها وإنهائها .. بالعكس .. فقد صارت المعادلات الميدانية وقواعد الاشتباك تتجه نحو امتلاك الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية لزمام المبادرة وفرض شروط صراع جديدة عنوانها : القدس والأقصى ركن الزاوية في قواعد الاشتباك وعنوان لتحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر.. في إزاحة لكل ما حاول العدو الصهيوني ومعه النظام العالمي المنافق وبعض عواصم المنطقة فرضه من واقع تصفية وحصار وتدبير للحصار على أنغام موجات صفقات ومؤامرات تتكسر دوما على صخرة الصمود الفلسطيني .. كما قالها  الشهيد ياسر عرفات:” فلسطين الرقم الصعب بالمنطقة”

*الكيان الصهيوني وعقدة ال80 عاما …*

اليوم .. وقد بلغ عمر النكبة 74 عاما .. يجد الشعب الفلسطيني نفسه أقرب ما يكون .. يوما عن يوم .. إلى رؤية الضوء في آخر نفق المعاناة بفضل المقاومة والصمود وبفعل نتائج وحقائق مخرجات معاركه مع العدو .. خاصة في ال20 سنة الأخيرة .. موازاة مع واقع ومؤشرات .. بل قرائن.. على اهتزاز وتفكك منظومة الردع الصهيونية وسقوط الشعار الذي طالما تغنى به الكيان :”الجيش الذي لا يقهر”.. ودخول الكيان الغاصب في دوامة العقدة النفسية والتاريخية المعروفة ب: “عقدة ال80 عاما’ .. التي أصبحت تقض مضاجع قادته العسكريين والدينيين (الحاخامات) والانتروبولجيين .. الذين يعتقدون بأن عمر ما يسمى”إسرائيل” لن يتجاوز 80 سنة بمرجعياتهم العقائدية والنبوءاتية التلمودية والتاريخية .. خاصة أمام معطيات وتطورات الصراع على أرض فلسطين.. وتطورات الأوضاع بالمنطقة والعالم .. واهتزاز منظومة حماية وتأمين وجود الكيان الصهيوني …

إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. عندما نقف مع الشعب المغربي وشعوب الأمة .. على رصيد منجزات المقاومة الفلسطينية (الشعبية والمسلحة) وعلى آفاق تطورها الظاهرة للعين المجردة .. فإننا على يقين تام بأننا سنشهد فجر التحرير الكامل لأرض فلسطين في الأفق المنظور .. حيث نحتفي بهذا اليوم .. ليس يوما للنكبة.. ولكن يوما لإعلان استقلال فلسطين.. ومعها إعلان كرامة وتحرر أمتنا من كوابح الامبريالية وأدواتها الفاسدة والمستبدة بأمتنا العظيمة..

*لا تطبيع مع الصَّـهينة  للمغرب*

إنه الشق 2 الثاني من شعار وقفتنا اليوم .. في ذكرى نكبة فلسطين الصامدة ..

نرفعه شعارا وطنيا جامعا لحرائر و أحرار المغرب على درب المقاومة ضد أجندة التطبيع الصهيوتخريبية التي انطلقت في الآونة الأخيرة على أعتاب ما يسمى “الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الصهيوني” قبل عام ونصف … باتجاه فرض واقع جد خطير عنوانه: محاولات اختراق الدولة والمجتمع والعمل على تنزيل صهينة البلاد .. عبر عدد من المحاور والمجالات والأدوات.. ووفق أهداف خطيرة تسير بالبلاد نحو التخريب النسقي الممنهج

إننا في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. ومعنا مكونات المجتمع المدني المرابطة على ثغر الوطن .. وعلى عنوان “فلسطين قضية وطنية”.. ما فتئنا نتابع ونرصد ونكشف ونتصدى.. للأجندة التخريبية للوطن وعيا منا بأن التطبيع لا يمكن مطلقا أن يكون مصلحة وطنية .. كما يدعي خدامه وعملاؤه.. ولا يمكن مطلقا أن يكون مدخلا لخدمة قضية الصحراء المغربية ولا موقع ومصالح المغرب بالعالم .. بل على العكس تماما .. إنه خنجر مسموم مزدوج المخالب:  مخلب في ظهر فلسطين .. وآخر في صدر الوطن المغرب من الدبلوماسية بعنوان تيار ميمونة والAIPAC  بعنوان “الوزير بوريطة”.. إلى التعليم وما تم ويتم تنزيله من مشاريع التطبيع التربوي تحت غطاء ما يسمى أندية التسامح .. إلى تنزيل ما يسمى الإبراهيمية الصهيوتخريبية تحت عناوين ثقافية دينية فكرية لقرصنة الهوية والذاكرة والمستقبل خدمة للمشروع الصهيوأمريكي… إلى اختراق المجتمع المدني وصناعة طابور خامس مدعوم بالمال العام والخاص لترويج ما يسمى “إسرائيل الشقيقة” حامية المغرب (كما يجري الآن في مراكش تحت ما يسمى المنتدى المغربي لريادة الأعمال باستضافة الكيان الصهيون كضيف شرف ) .. إلى أجندات اختراق النسيج المجتمعي وتفخيخ مفاصله الإثنية والمجالية والدينية ( اختراق وصهينة المكون العبري) عبر عدد من الأدوات والشبكات … إلى ما هو أخطر : محاولة قرصنة الدولة وعناوينها الدستورية وربط المغرب أمنيا بالأمن الجيوسياسي الصهيوني في المنطقة العربية وفي إفريقيا ….

كلها.. وغيرها .. معطيات وقرائن تجعل من معركة مواجهة الاختراق الصهيوتطبيعي للبلاد واجبا وطنيا فرديا وجماعيا على عاتق كل الشعب بكل مكوناته وتنظيماته وأطيافه.. حماية لمعاني وعناصر الوجود والاستقرار والاستمرار والوحدة الوطنية والترابية .. التي صارت مهددة بشكل مباشر ومعلن مع موجة التطبيع الجديدة التي تنضاف إلى مخلفات موجات الاختراق السابقة تاريخيا للمغرب: خلال الفترة الاستعمارية و غداتها .. إلى مرحلة تسعينات مكتب الاتصال الصهيوني .. الذي صار اليوم مع ما بعد اتفاق 22 دجنبر 2020 المشؤوم .. عنوانا لمرحلة خطيرة على البلاد .. وليس فقط على قضية فلسطين ( التي لها شعبها ومقاومتها الماضية نحو التحرير كما سلف)

إننا نقف اليوم .. وكلنا ألم وغضب إثر جريمة الاحتلال الصهيوني البشعة باغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة في 11 ماي الجاري برصاصة متفجرة بالرأس .. واستهداف الصحافة الفلسطينية والدولية في فلسطين المحتلة… ثم إتباع ذلك بالهجوم الوحشي على موكب جنازة الشهيدة في مشهد ساطع لكل البشرية على حجم ومستوى الإرهاب والعنصرية والوحشية التي تطبع كيان العدو الصهيوني الذي يريد عملاء التطبيع تجميله وتسويقه هنا بالمغرب كنموذج حضاري صديق وحليف .. بل محاولة “مغربته” عبر استدعاء مفهوم المكون اليهودي المغربي في الكيان الصهيوني عبر ما يسمى الجالية المغربية في “إسرائيل” التي قال عنها بوريطة :” في كل إسرائيلي يوجد دم مغربي ” خلال حضوره في قمة النقب الخيانية الأخيرة

إن جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة.. تعتبر عنوانا كبيرا لكل قضية فلسطين.. جاءت  لتنضاف الى مئات الجرائم والمجازر لتجعل من الكيان الصهيوني كيانا لا يمكن إلا أن يكون إرهابيا .. و لا يمكن إلا أن تتم مقاومته بكل الوسائل ورفض التطبيع معه .. ولا يمكن بالنهاية إلا أن ينتهي إلى زوال محتوم مهما طال الزمن..

*فلا نكبة مع المقاومة .. و لا تطبيع مع الصَّـهينة..*

مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين..

الوقفة الشعبية في ذكرى النكبة 74

الرباط .. 15 ماي 2022