الرئيسية / أخر المستجدات / منع وسيلة سلمية للتعبير أسلوب السلطة العاجزة
الجبهة الاجتماعية في المغرب

منع وسيلة سلمية للتعبير أسلوب السلطة العاجزة

الارتفاع المتزايد لأسعار المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية الضرورية، والتآكل المتواصل للقدرة الشرائية للطبقات الضعيفة والمتوسطة، واتساع هوة الفوارق الاجتماعية والمجالية في ظل سياسات عمومية لا شعبية، مما أدى إلى ارتفاع عدة أصوات للتنديد بالتردي المستمر للآوضاع الاجتماعية، ورغم التضييق على حرية التعبير والحريات العامة فقد دعت الجبهة الاجتماعية، التي تتكون من عدة هيئات سياسية ونقابية وحقوقية ومدنية، إلى تنظيم مسيرة سلمية بمدينة الدار البيضاء للتنبيه إلى الاختلالات التي يعرفها الوضع الاجتماعي وخطورة عواقب هذه الاختلالات، والمطالبة بحماية القدرة الشرائية للفئات الواسعة من الشعب، وضمان الكرامة الإنسانية للجميع، وبحكم أن ما أقدمت عليه الحكومة من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني العنصري الغاصب لأرض فلسطين والمتورط في عدة جرائم، فإن الغرض من المسيرة السلمية كان يهدف أيضا التعبير الجماعي عن رفض وإدانة التطبيع والطالبة بإلغائه لما يشكله من استفزاز لمشاعر المغاربة وتعارض مع إرادتهم.

وفوجئ الداعون للمسيرة والمتتبعون بقرار منع المسيرة من طرف السلطة المحلية بمبررات واهية لا يقبلها العقل ولا المنطق السليم، ولا يمكن النظر لقرار منع وسيلة سلمية للتعبير من طرف السلطة إلا بعجز أصحاب القرار عن تقديم بدائل من خلال تدابير ملموسة للتجاوب مع إرادة الطبقات الشعبية، بل العجز حتى عن الحوار العقلاني المقنع والمنتج في وقف أسباب معاناة المواطنات والمواطنين مع السياساة العمومية المتبعة والتي تساعد فئات جد محدودة على الاغتناء ومراكمة الثروات بينما تجعل السواد الأعظم من الشعب يعاني من التفقير المتواصل، كما أن السياسات العمومية التي يضج منها أغلب الشعب لا تأخذ بعين الاعتبار مشاعره وتعاطفه مع القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وإن الاستمرار في تجاهل تردي الأوضاع الاجتماعية لأوسع الطقات الشعبية وتجاهل إرادة ومشاعر المغاربة في غياب القواعد الديمقراطية، لا يخدم السلم الاجتماعية ولا يحقق التنمية المتوازنة المنشودة، وإنما ينذر بأوخم العواقب على البلاد والعباد.