حائرة

حائرة

حائرة

 

.. وحائرة ساءلتني

وقالت بحسن الطوية

ولهف الشعور

زوارقنا يا صديقي

بلا دِفَّةٍ

وغير شراع

تشق عُباب الضياع

وتطوي فراغ السنين

تُرى ما الحكاية

نسير

إلى أي غاية؟

وتلك القوافل تمضي

وليس تعود

تُرى هل هناك وجود

وراء الوجود؟

ويتلو سؤالها ألفُ سؤال

وما من جواب.

تمد يديها إليَّ

تقول:

أنا في انتظار الجواب

ولكنني لست أدري

بماذا أجيب

فتطفو ابتسامةُ حزن

على شفتيها

وتجري الدموع

على وجنتيها

تقول أنا قد سئمت

عناء المسير

بلا أي فكرة

إلى غير غاية

فنحن هنا يا صديقي

نصارع موج بحار

بغير نهاية

وغير قرار

فكيف نظل

هنا تائهين

صديقي أجبني

فإني أذوب حنينا

أريد اليقين

لأدرك سر الوجود

وكنه الحياة

***

تحملق في شفتي

تريد الجواب

ويبدو عليها

ذهول غريب

يمزق صمتي الرهيب

فأهمس في أذنها

بصوت رهيف:

أتينا هنا

بدون اختيار

لنقطع دربا

تحفه المخاطر

ولا ندرك أغواره

ولا نعلم ما مداه

فهل نقبع حائرين

بلا فكرة في صفوف الانتظار؟

ونندب حظا

وبئس المسار؟

***

أقول لها:

ألا تنظرين

إلى الحالمين

يسيرون

وهم يحملون المشاعل

ولا يأبهون

بكثبان ظلمة هذا الطريق

ويقتحمون المجاهل

بعزم ودون ارتياب

لأجل الوصول

لأي بريق

يسيرون حتما

إلى موعد

مع الفجر يشرق في قلبهم

وينثر ألوانه في السماء

ويغمر طول الطريق

بشمس الربيع

وثوب البهاء.