الرئيسية / أخر المستجدات / عملاء الاستعمار الجديد

عملاء الاستعمار الجديد

في الزمن الماضي كانت القوى الاستعمارية تغزو البلدان الضعيفة بشكل مباشر لنهب خيراتها واستعباد سكانها وخلخلة مقومات هويتها وإضعاف ركائز وجودها الثقافية والحضارية، ولم تكن تحقق أهدافها بسهولة وإنما كانت تتكبد خسائر كثيرة في أرواح وعتاد جيوشها ومستوطنيها، بسبب المقاومة الشعبية التي تتصدى للغزاة المحتلين وتدافع بشراسة عن أوطانها وكينونتها.
 وفي الزمن الحاضر لم تعد القوى الاستعمارية في حاجة للاحتلال المباشر للدول التي تستهدفها وإنما أضحى الاستعمار في شكله الجديد يحقق أهدافه ربما بنسب مضاعفة دون أي خسارة حيث يتولى عملاؤه المحليون القيام “بالواجب”  فيعملون بشكل ظاهر أو خفي، بإدراك أو دونه، على إحداث وحماية وترسيخ عوامل التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية واللغوية، ويحرصون على فتح جسور الاختراق ليس بمفهوم الانفتاح على دول العالم في إطار الندية والمصالح المشتركة بشكل متكافئ،  وإنما عبر ميزان مختل لفائدة جهة أجنبية معينة، وهنا تكمن معضلة المغالطة الخطيرة التي تنطلي على البعض ممن يختلط عليهم مفهوم الانفتاح الذي يبقى فارغا في غياب الندية والتكافؤ والتوازن في المصالح المشتركة.
لذلك يكون دور عملاء القوى والمصالح الأجنبية، الظاهرين والمتسترين، أكثر خطورة على مصالح وسيادة الوطن مما كان يقوم به الاستعمار المباشر..