الرئيسية / أخر المستجدات / متى يصل تتبّع وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان؟

متى يصل تتبّع وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان؟

ما الذي يمكن أن ينتج من التعرض الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي؟

يمضي كثيرون ساعات طويلة في تتبع وسائل التواصل الاجتماعي. عوامل كثيرة ترتبط بها يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الصحة النفسية، خصوصاً بوجود تعليقات سلبية مسيئة للشخص، كما قد يحصل غالباً بشكل خاص مع المشاهير. المقارنة المستمرة مع الآخرين وسوء تقدير الذات والسعي الدائم إلى الحصول على المزيد من الإعجابات ومضيعة الوقت وردود الفعل العنيفة من الآثار التي يعانيها كثيرون ممن يستخدمون بكثرة وسائل التواصل الاجتماعي فتسبب لهم حالة من التعب. قد يكون السبب، بحسب الخبراء في الكم الهائل من المعلومات التي يجد الدماغ صعوبة في التعامل معها. فقد لا تكون وسائل التواصل الاجتماعي مضرة بذاتها فعلاً، إلا أن التعرض لهذا الكم الكبير من المعلومات والدفق الهائل منها يضع الدماغ في حالة من الإجهاد بحيث يعجز عن التعامل معها ومعالجتها. هذا، من دون أن ننسى المشاعر والأحاسيس التي تخلّفها هذه المعلومات والتي يُفترض بالشخص التعامل معها بشكل مستمر. يضاف إلى ذلك أن النشاط الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي يضعنا في حال الترقب المستمر والدائم والانتظار لتقويم من الخارج ما يجعلنا مرتبطين به ويمكن أن يسبب ذلك أيضاً جرح المشاعر. وكأننا ننتظر عندها باستمرار بأن يتم تقويمنا من قبل الآخرين وبن يحددون قيمتنا وأهميتنا ما يؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس بغير ذلك.

متى يجب الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

يسهل على من يفرط في تتبع وسائل التواصل الاجتماعي أن ثمة مبالغة في ذلك. تماماً كما في كافة الاضطرابات السلوكية التي ترتبط بالإدمان. فيمكن التحدث عن إدمان عندما تظهر التبعات السلبية لهذا السلوك سواء على الشخص المعني أو على الآخرين. على سبيل المثال يكون هناك إدمان عندنا تترافق مع الحالات مشاعر وأحاسيس مؤلمة فعلاً. النقد والتعليقات التي تعتبر مؤلمة للشخص، وإن كانت تأتي من غرباء والتعليقات والأفعال التي تؤثر في الشخص وتدعوه إلى التفكير بها بشكل مبالغ فيها، قد تكون من المؤشرات التي تدل إلى أن ثمة مبالغة هنا وأن الحالة تصل إلى حد الإدمان الذي يسبب الأذى للشخص وللمحيطين أو لغيره من الأشخاص وأن هذا السلوك غير مناسب ويجب تجنبه. ففي مثل هذه الحالة، يجب أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا نبقى تحت رحمة الإعجابات والتعليقات، أياً كان نوعها، التي تأتينا من الآخرين.

(عن النهار العربي)