الرئيسية / أخر المستجدات / صونوا شرف قضاة المغرب، وامنعوا التطبيع القضائي المغربي مع ا الصهاينة
عبد الرحيم الجامعي

صونوا شرف قضاة المغرب، وامنعوا التطبيع القضائي المغربي مع ا الصهاينة

وجه اللأستاذ النقيب عبد الرحيم الجامعي رسالة مفتوحة إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية منبها لخطورة انسياق قضاة أعضاء  بالودادية الحسنية مع موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري المجرم وداعيا لصيانة شرف قضاة المغرب ومنع التطبيع القضائي المغربي مع الصهاينة والدفاع عن استقلال القضاء بالمغرب وعدم السماح بتلطيخ شرفه. وفيما يلي نص الرسالة:

السيد الرئيس المنتدب،

و الرئيس الأول لمحكمة النقض،

اطلع الراي العام على ما نشرته بعض الصحافة من كون وفد من قضاة أعضاء  بالودادية الحسنية ، يشارك … في المؤتمر الدولي للقضاة الذي ينعقد بالكيان الصهيوني…..

وامام هذا الخبر المؤلم الصادم أتوجه إليكم بما لديكم من مسؤولية مهنية وأخلاقية وقضائية على السلطة القضائية، وعلى سمعة القضاء بالمغرب وعلى كرامة قضاة المغرب ، لكي لا تسمحوا  بارتماء بعض قضاة المغرب، حتى لو كانوا لا يمثلون إلا أنفسهم،  بين أحضان كيان استعماري عنصري مجرم وهو الكيان الصهيونى الاسرائيلي، وان تقفوا دون هوادة ولا تردد  درعا منيعا ضد كل أشكال التغلغل الصهيونى في الجسم القضائي الوطني، لكي يظل جسما نقيا سليما لا تلحقه الاهانة و الاحتقار بزيارة  البعض ممن استهتر بقيمته القضائية، لكيان العدوان، و ان تقاوموا  كل محاولة  تأثير السلطة السياسية الحكومية على السلطة القضائية وعلى القضاة  أو محاولة فرض  مواقفها السياسية عليهم، فالقضاة اليوم في العديد من الدول يتعرضون للضربات المهينة  والقاسية من بعض الحكام مثل ما يقع في مصر وفي تونس…،  و بالتالي عليكم ان تنتبهوا  لكي لا تصل العدوى لقضاة المغرب، فكل تفريط سيكون له ثمن باهض على الوطن حاضرا واستقبالا ، وليس على القضاة فقط.

أتوجه إليكم من أجل ان  تعرضوا  أمر المشاركين  في الإلتحام بالصهاينة و بقضاة الكيان على المجلس الأعلى للسلطة القضائية للبث في اختيارهم السياسي المتطرف، فكيف  يقال بأنهم سيتبادلون التجارب القضائية مع قضاة الكيان، وما ذا عسى لنفر معدود من  قضاتنا ممن قرروا  الحضور أن يتعلم  من القضاة الصهاينة الذين ينتهكون كل القيم القضائية العالمية وبالاساس يمارسون التمييز ضد الفلسطينيين، وينتهكون مبادئ الاستقلال والحياد و المساواة ضدهم،  و يناهضون حريات و حقوق الشعب الفلسطيني سواء في المتابعات والملاحقات التي يقررونها  أو في المحاكمات التي ينظمونها أو في الأحكام التي يصدرونها، ويباركون تعذيب المعتقلين بالسجون دون محاسبة،  فالعالم يدرك  وانتم لا شك تدركون، بأن قضاة الكيان لصهيوني ليس لديهم ما يعلمونه للقضاة المغاربة المشاركين سوى العنصرية و أنتهاك حقوق الإنسان، وليست لديهم تجارب ينقلها منهم قضاتنا  سوى تجارب في حماية مافيا السلاح و مجرمي الحرب وضرب الشرعية الدولية و انتهاك قانونهم والقانون الدولي، و سوى كيف يقتل الابرياء من الأطفال والنساء والعجزة ببرودة دم وامام العالم  وبعيدا عن اية محاسبة او عقاب.

أتوجه إليكم كذلك  من أجل أن تعلنوا  كمسؤول بتجربته و مكانته الدستورية وبكل حياد وتجرد، أنه لا مكان لقضاة المغرب بالكيان الصهيوني و لا محل لسفرهم وحضورهم وسط ومع   قضاة الأبرتايد، متسترين تحت غطاء المؤتمر الدولي، فأنتم تدركون بأن المؤتمر لا يمنحهم الشرعية في التطبيع مع الصهاينة ولا يبرر لهم هذه الخطيئة الفاضحة التي ستظل فوق جبينهم،  فضلا أن إلتحاقهم ولو بأسمائهم يشكل تهديدا لعدالتنا  لانه سيزيل عن القضاة المشاركين  كل حرمة و  استقلال وكل حياد وكل كرامة وهبة ووقار واحترام، وسيشكل سفرهم باسم جمعيتهم أسبابا مشروعة  لتجرحهم و للتشكك فيهم وفي أحقيتهم إصدار الأحكام خصوصا إن هم اعتمدوا على الإجتهاد القضائي الصهيوني.   

 إن مشاركتهم تعتبر مشاركة سياسية ولا علاقة لها لا بالمهنة ولا بالبحث ولا بالتكوين و الإستفادة والتعاون، ، إنهم بسفرهم قرروا الانحياز لأعداء القضاة والشعب  الفلسطيني  وأن سعيهم ليس وراءه سوى الأطماع و المصالح والبحث عن الشهرة ، ويبقى التساؤل هو هل كانت هذه الخطوة تلقائية من هؤلاء القضاة، و كيف قرروا تجاوز المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي لا أعتقد أنه سمح لهم بالسقوط في المستنقع الصهيوني وفي موقف انتهازي لا يليق بمكانتهم و لا بمهنتهم القضائية.

هُبوا بصفتكم الرئيس الاول و الرئيس المنتدب، لحماية قضاتنا من الإنزلاق في فخ الكيان المغتصب الفاسد، و ارفضوا التطبيع ولا تقبلوا ان يطبع من ينتمي للسلك القضائي المغربي مع قضاة العدوان  ومع وزيرهم في العدل جدعون ساعر –  فحتى لو فسد الناس جميعهم وفسدت كل السلطات، فعليكم  أنتم كقضاة  أن تقاوموا الفساد وتحرمونه على أنفسكم وعلى الاخرين من القضاة مثلكم.

أتمنى أن تعلنوا للراي العام القضائي والقانوني المغربي موقفكم القضائي المشرف، وهو رفض القضاة الشرفاء من المغرب الجلوس تحت ألوان  العَلَم الصهيوني ، فللقضاة  بالمغرب ككل المغاربة عَلَمَ بلدهم فعليهم احترامه واحترام مشاعر المغاربة إن أرادوا  أن يظلوا مُحتَرَمِين . 

أتمنى لكم التوفيق في إعلان قراركم المسؤول والتاريخي و العاجل .

 

النقيب عبد الرحيم الجامعي