الرئيسية / أخر المستجدات / تونسي ضمن 10 علماء تختارهم ناسا

تونسي ضمن 10 علماء تختارهم ناسا

التحق الشاب التونسي زياد التايب (28 عاما) بركب العلماء العرب الذين جذبوا اهتمام وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بعد اختيار مشروعه المتعلّق بابتكار منظومة لرجل آلي يتمتع بقدرة ذاتية على تطوير إدراكه لمحيطه، مما يجعله الأقرب للذكاء البيولوجي للإنسان ليكون بذلك ضمن فريق لرواد الفضاء مستقبلا.

وكانت وكالة ناسا قد أعلنت في مؤتمر أقيم في قاعدة لاس كروسس الجوية بولاية نيو مكسيكو يومي 7 و8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن أفضل عشرة مشاريع علمية اختارتها لسنة 2019 ضمن برنامج “ناسا آي تاك” الذي يجذب الكفاءات العلمية المتميزة من كافة أنحاء العالم.

ويرتكز مشروع زياد التايب على محور منظومة الذكاء الاصطناعي التي يعمل على تطويرها والتي ستمكن ناسا من إرسال روبوت إلى الفضاء ثم التواصل معه بطريقة شبيهة بالإنسان، ومحور التكلفة المنخفضة إذا اعتبرنا أن الوجبة الواحدة لرائد فضاء تفوق قيمتها 7000 دولار.

تدرّج زياد بنجاح في النظام التعليمي الحكومي التونسي الذي يواجه في السنوات الأخيرة انتقادات حادة، وتدرج من المدارس الابتدائية بالمظيلّة من محافظة قفصة بالجنوب التونسي إلى معاهدها الثانوية وتفوق في امتحان الباكلوريا، لتنطلق رحلته نحو العاصمة وينتسب إلى المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.

ويقول التايب إنه يعتبر نفسه تونسيا صرفا من ناحية التكوين الأكاديمي الذي أيقظ فيه شغفه الطفولي بالفضاء والكواكب، وإنه سعى وهو طالب جامعي إلى تطوير معارفه في هذا المجال، مما مكنه في 2015 من الانضمام لبرنامج أميركي بلجيكي لتطوير منظومة طائرة مسيرة.

ويضيف للجزيرة نت أنه تمكن في نهاية دراسته الجامعية من صنع يد ميكانيكية كهربائية تُستخدم في تقويم الأعضاء لتكون بديلا عن اليد لمن فقدوا أيديهم، وذلك في مواصلة لمشروع تخرجه كمهندس أول متخصص في الهندسة الكهربائية لتصبح الخوارزميات التي دوّنها حقيقة وواقعا.

واختار زياد بعد تخرجه أن يدخل في فترة تأمل -حسب تعبيره- دامت سنة كاملة، ولم يرد لنفسه التسرع في اتخاذ قرار بين خوض الحياة المهنية أو مواصلة الدراسة، غير أن الاتحاد الأوروبي طرح في الأثناء برنامجا لانتداب باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي مما شكل منطلقا لرحلة علمية جديدة له.

أثار الملف الذي قدمه زياد لبرنامج الاتحاد الأوروبي اهتمام باحث ألماني سارع بالتواصل معه لتقييم مبدئي لترشحه، وتركت المكالمة بينهما أثرا ايجابيا لدى الألماني الذي لم يتردد في عرض عقد انتداب لزياد كباحث في المختبرات العلمية ومنحه كل التسهيلات للانتقال إلى ألمانيا.

ويقول التايب في هذا الصدد إن ما يميز الأوروبيين -خاصة الألمان- هو قدرتهم على تقفي آثار الكفاءات المميزة في كافة أنحاء العالم ومنحهم كل الامتيازات للتفرغ الكلي للبحث العلمي، وذلك خلافا للدول النامية التي لا يحظى فيها البحث العلمي بالأولوية من الحكومات.

وتحتل ألمانيا المرتبة الرابعة عالميا في اهتمامها بالمجال العلمي، وتفيد إحصائيات اليونسكو بأن هذا البلد المتطور اقتصاديا وصناعيا يخصص سنويا ما يعادل 3.03% من الناتج القومي الخام لميزانية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وذلك منذ أكثر من عقدين.

وانتقل زياد إلى ألمانيا ليكون عضوا في فريق بحث في الجامعة، مما مكّنه من بلورة أفكار جديدة بناء على تطور رؤيته لمجال تخصصه، فقرر الانطلاق في إعداد رسالة دكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي لتتسارع الأمور ويكون شركة “مايلينس” المتخصصة في المجال العلمي نفسه.

تقول كيرا بلاكويل المديرة التنفيذية ل، “ناسا آي تاك” خلال تقديمها للمؤتمر إن الوكالة تبحث دائما عن الابتكارات العلمية المتأتية من الأبحاث التي تقوم بها شركات خاصة وتطرح حلولا لإشكاليات على كوكب الأرض ويمكن اعتمادها وتطويعها لتلائم مهماتها الفضائية لاحقا.

ونافست شركة التونسي زياد التي يمولها بطريقة ذاتية رفقة فريق بحث شاب شركات عالمية، واستطاعت شركته افتكاك مكان لها في قائمة أحسن عشرة مشاريع تهم الأبحاث الفضائية مع ثماني شركات أميركية وشركة أسترالية من ضمن 51 مترشحا.

ودفع هذا النجاح المستثمرين إلى التنافس للحصول على عقود شراكة مع زياد وفريقه لأهمية الأبحاث التي يجرونها والتقدم الذي حققوه في نتائج أبحاثهم.

وصرحت المديرة التنفيذية لبرنامج “ناسا آي تاك” بأن قيمة الاستثمارات في شركات تميزت منذ إطلاق البرنامج في 2016 بلغت 410 ملايين دولار، وأن الرقم سيرتفع نظرا لقيمة الأبحاث التي بدأت تظهر وتصادق عليها الوكالة وتدعمها بالمختبرات والكفاءات.

ويعتزم العالم التونسي الشاب تطوير وتوسيع دائرة نشاط شركته التي أسسها بألمانيا لتشمل في مرحلة قادمة بلدانا أخرى على رأسها تونس التي تزخر -حسب قوله- بالكفاءات العلمية الشابة التي لم يحالفها الحظ في التألق عالميا لانعدام الإمكانيات المرصودة للمجالات العلمية المتطورة.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً