الرئيسية / أخر المستجدات / التحرر المنشود

التحرر المنشود

في أي دولة من الدول التي حكم عليها الاستعمار القديم والجديد بالتبعية والتخلف إذا كان النافذون في مواقع القرار لا يتعاملون سوى بلغة المستعمر القديم التي تهيمن على فكرهم وحياتهم وتسلب عقولهم وتوجه أهواءهم فإنهم، بوعي أو بغيره، لا يخدمون سوى ما يروق أسيادهم، ويرسخون الدونية والتبعية في الوطن الذي يحملون جوازه ولا تعنيهم همومه وقضاياه الحيوية.

ومن أخطر أنواع الاستعمار التي انتهكت خصوصية مستعمراتها واخترقت هوياتها الوطنية وهمشت مقوماتها الذاتية؛ الاستعمار الفرنسي الذي وإن كان قد رحل بعد كفاح ومقاومة الشعوب فإنه ترك فلولا من العملاء والتابعين الذين يخدمون مصالحه كما ترك مستنبتات في شكل “بعثات ثقافية” تتكون فيها أفواج من المستلبين المنبهرين بالإشعاع الاستعماري والمرتبطين لغويا وثقافيا بعجلته.

والتحرر الحقيقي للدول التي عانت من الاستعمار الفرنسي على الخصوص يكمن أساسا في تحرير العقول من خلال تعليم وطني يعيد الاعتبار لمقومات الهوية الوطنية وفي مقدمتها اللغة أو اللغات التي هي وعاء الثقافة والحضارة، ولا تحرر إلا بوضع حد لكل أشكال التبعية والتعامل بندية مع المستعمر القديم وغيره وحماية السيادة الوطنية في مواجهة أي مد استعماري في حلل جديدة

اترك تعليقاً