بطالة مهولة

بمجرد انتشار خبر تسجيل الراغبين في الاشتغال بالقطاع الفلاحي بفرنسا تقاطرت افواج كبيرة وأعداد هائلة من الغاربة على مركز دار الشباب باولاد تايمة للاستفادة من هذه الفرصة، وأدى التزاحم الكبير إلى إيقاف عملية التسجيل التي تسهر عليها وكالة التشغيل (الانابيك ) مما يفضح الأزمة الخطيرة التي يعرفها مجال التشغيل في المغرب والحجم المهول للبطالة التي يعانيها شبابه الذي يتوفر على طاقات معطلة رغم أن البلاد تعاني من التخلف وفي حاجة اكيدة لاستثمار الموارد البشرية وتوظيف طاقاتها في العمل التنموي.
والارتفاع المتزايد لنسبة البطالة يؤكد فشل السياسات العمومية في تحريك الاقتصاد الوطني وتوسيع مجالات الاستثمارات لتوفير فرص الشغل وإدماج الطاقات البشرية المتوفرة في مشاريع وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكن لأي نموذج تنموي جديد أن يتغلب على معضلة البطالة إلا إذا انطلق من الاهتمام بالإنسان تعليما وتكوينا وإعدادا، وعمل على ضمان العيش الكريم للجميع وليس لفئة قليلة من المحظوظين الأمر الذي لا يتحقق إلا في ظل ديمقراطية حقيقية تعكس إرادة الفئات العريضة من الشعب في السياسات العمومية وتعبئ كل الطاقات دون إقصاء أو ميز في إطار دولة المؤسسات وسيادة القانون

اترك تعليقاً