الرئيسية / أخر المستجدات / أزمة القيم في الغرب

أزمة القيم في الغرب

المصطفى المعتصم/

عندما نقول بأن الغرب يعيش أزمة قيم وأخلاق ينبري البعض للتصدي لهذا القول بالمقارنة بين واقعنا القيمي والأخلاقي وواقع الغرب على نفس المستوى. ولي ملاحظتين :
-الأولى، أن القياس والمقارنة غير قائم فنحن نعيش حالة من التيه وفقدان البوصلة كاللقلاق (بلارج) الذي أراد تقليد مشية الحمامة فلا هو مشى مشيتها ولا هو حافظ على مشيته.
– الثانية، هي أن هذا قول كبار المفكرين والمثقفين في الغرب واللذين يتجرأون بالقول أن الغرب بقيادة أمريكا يفقد القيم المؤسسة له! ويخلصون إلى أن ما يعرفه الغرب من تردي قيمي  يأذن بانتهاء هيمنة الإنسان الأوروبي والأمريكي وحضارته.
أحد مظاهر هذا الانحدار نحو الهاوية يتجلى في  تعريف مفهوم الأسرة التي يريدون فرضه على مواطنيهم وعلى العالم إرضاءا لمرضى وشواذ وتفاعلا مع توجهات لا تخلو من تضليل تقودها قوى الظلام من ماسونية ومشتقاتها ويقودها أتباع المنحرفين ألفريد كينزي وجون ماني.
إذا أراد الغرب أن يلغي صفة الرجل والمرأة من تعريفاته لجنس أحدهما ويستبدلها بولي  الأمر الأول (حتى لا أقول بالأب الأول )-Premier parent- وولي الأمر الثاني – deuxième  parent- وإذا سمح بأن تكون الأسرة مكونة من رجلين (شرعنة اللواط) أو إمرأتين ( شرعنة السحاق)، وإذا أراد أن يكون لرجلين  أو إمرأتين متزوجين الحق في تبني الأطفال بعضهم ينتزعون من أسرهم لأسباب مختلفة كما يحصل لبعض الأسر المسلمة ( السويد نموذجا)، أقول إذا أراد الغرب هذا الأمر فهذا شأنه لكننا سنظل ندافع عن تعريفنا للأسرة باعتبارها تتكون من رجل وإمرأة متزوجين، ومن حق الأطفال أن يكون لهم أب وأم ومن أراد الأطفال فليلدهما بالطرق الطبيعية والشرعية ومن لم يرزقه الله بالأطفال وأراد تبني أحدهم  فلتكن أسرته مكونة من رجل وامرأة متزوجين.
اللواط والسحاق انحراف لا يمكن التطبيع معهما واعتبارهما نوعين آخرين من أنواع الأسرة ضلال مبين.