الرئيسية / أخر المستجدات / الاحجار الكريمة وتأثيرها على الانسان

الاحجار الكريمة وتأثيرها على الانسان

ادهم ابراهيم/

منذ آلاف السنين حمل الناس الاحجار الكريمة معتقدين بالقوى النافعة الدفينة فيها ، والايمان بقدرتها على الحماية من الأمراض ، او جلب الرزق الوفير او الحظ السعيد .

وتثبت الكتب المقدسة القديمة في الثقافات المصرية والبابلية والهندية أن الأحجار الكريمة تحمل قوة الحياة المرتبطة بعناصرها المادية .

ومازال الاعتقاد سائدا بتأثيرها الساحر على الانسان الى يومنا الحاضر .

وقد أظهرت التنقيبات الاثرية والاكتشافات التاريخية ان الانسان كان دائما مفتونا بالحجارة التي تتعدى كونها حجرا عاديا او حصى بسيطة ، الى الاعتقاد بقوتها السحرية المؤثرة على الصحة والرفاهية والفأل الحسن .

وكان ينظر إليها على أنها عنوان للثروة والسلطة .

كما كانت التيجان والملابس المطعمة بالاحجار الكريمة رموزا للملوك والاباطرة على مر التاريخ .

وفي وقتنا الحاضر ازداد الاقبال على شراءها، وبالأخص تلك التي يستعان بها لحل قضايا الرزق ومشاكل الحب والحياة .

وهناك أنواع عديدة من الأحجار الكريمة التي يتم بيعها في الأسواق ولها تاثيرات مختلفة على رأي من يعتقد بها . فالعقيق مثلا يعمل على زيادة الطاقة الايجابية والثقة بالنفس .

والفيروز حجر السعادة والتفائل .

والياقوت الاصفر وحجر السارين يفيد الرزق ويزيد الثروة .

والجمشيد او الحجر البنفسجي  فيه طاقة مهدئة تدعمك في الحصول على نوم هاديء .

والكوارتز الشفاف يسهل تجديد البشرة ويقلل من التجاعيد .

والوردي منه يعزز العاطفة.  ويعطيك طاقة الحب .

والكالسيت الأزرق له خصائص مضادة للإجهاد وتقلبات المزاج .

والالماس ينشط العقل وينفع الدماغ .

والزبرجد يهدئ الاعصاب ، واللون الاخضر منه يرمز الى وفرة المال .

والزمرد يفيد القلب .

والياقوت ينشط المشاعر والعواطف .

وهكذا . .

وفي المجتمعات الاسلامية تشتهر احجار الفيروز والعقيق والياقوت والزمرد ويصنع منها المحابس لكلا الجنسين .

وكانت الاحجار الكريمة مطلوبة على الدوام  بسبب ندرتها ، او مظهرها الجميل بالوانها الخلابة .

وبفضل المنجمين والعاملين بالطالع اصبحت فوائد الأحجار الكريمة معترف بها على نطاق واسع .

ولكن من اين يأتي تأثير الاحجار الكريمة على الإنسان ؟ وهل للأحجار الكريمة مفعول مؤثر حقًا؟

يمكن تفسير تأثير الأحجار على وفق الطاقة اوالمواد المشعة المنبثقة منها ، او ألوانها ، حيث يعتقد ان لهما تأثير كبير على حالتنا الصحية والذهنية .

وعلاقتنا بالاحجار وتأثيرها تعتمد على مدى ايماننا بفوائدها . او هي اشبه بالدواء الوهمي الذي يستخدمه الأطباء بشكل أساسي للتجارب السريرية .

او يمكن النظر اليها كاحدى وسائل العلاج الطبي او النفسي .

وإذا كنت مقتنعًا تماما بأن الحجر سيكون قادرًا على إراحتك ، فسوف يدخل في عقلك الباطن ويدفعك للاحساس بقدراته الخلاقة الفاعلة . ومن هنا تأتي المحابس والقلائد التي يعتقد بتأثيرها وقدراتها على المنصب والجاه والرزق والصحة والفأل الحسن . . وغيرها .

وقد جرت دراسات عديدة حول تأثير الاحجار الكريمة على الناس من خلال خصائصها الفيزيائية والكيميائية او الاشعائية .

فهناك دراسة نُشرت في مجلة التمريض النفسي والاجتماعي وخدمات الصحة العقلية في عام 2018 حول اثر ارتداء قلادة من الكوارتز الوردي على القلق والاكتئاب لدى طلاب الجامعات.  وجدت الدراسة أن هناك انخفاضًا كبيرًا في مستويات القلق والاكتئاب في المجموعة التي ترتدي القلادة مقارنةً بمجموعة التحكم .

ولكن احدى الدراسات المنشورة في مجلة الطب البديل والتكميلي في عام 2006 حول أثر ارتداء سوار مغناطيسي على الألم والالتهاب لدى مرضى هشاشة العظام في الورك والركبة.  وجدت الدراسة أنه لا يوجد فرق كبير في الألم أو الالتهاب أو الوظيفة الجسدية بين المجموعة التي ترتدي السوار المغناطيسي والمجموعة التي ترتدي سوارا” غير مغناطيسي .

وهذا يدل على ان هناك حاجة لدراسات أكثر رصانة وعلمية لتحديد الآثار المحتملة للأحجار الكريمة على الناس .

وعلى العموم فان الاعتقاد بتأثير الاحجار الكريمة على الانسان بهذا الشكل المبالغ فيه يعود الى جملة أسباب ، منها التقاليد الاجتماعية والدينية ، اضافة الى الجهل والبطالة والعوز  والمرض النفسي ، وغيرها من المسببات الأخرى ، حيث كثيراً ما يكون الإنسان عاجزاً عن تحقيق أمنياته ورغباته، ما يدفعه إلى الإيمان بأهمية هذه الأحجار أو السحر أو الشعوذة كمخلص أو منقذ له .

ويتفاوت الاعتقاد بالأحجار الكريمة ونسبة الإيمان بمفعولها من مجتمع إلى أخر حسب التقاليد . ودرجة الوعي الثقافي .

واخيرا ، اذا كنت تشعر بتحسن عندما ترتدي حلي من احجار كريمة ، فلا يهم إذا ما كانت تأتي من هذه الاحجار أو من عقلك الباطن ، فالشيء المهم هو التصالح مع النفس والشعور بالرضا، وهي من اساسيات الحياة السعيدة .