الرئيسية / أخر المستجدات / المؤتمر القومي العربي يدين عجز الجامعة العربية إدانة التطبيع “الإماراتي – الإسرائيلي”

المؤتمر القومي العربي يدين عجز الجامعة العربية إدانة التطبيع “الإماراتي – الإسرائيلي”

تعليقاً على اجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة حيث تم رفض مشروع القرار الفلسطيني والتحيز للإمارات في خطوتها التطبيعية مع العدو الصهيوني صدر عن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بيان بإدانة التبيع الإمراتي مع الكيان الغاصب برعاية أمريكية ودعم الاجماع الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض لصفقة العار، وخطة الضم وتهويد القدس واتفاقيات التطبيع، وفيما يلي نص البيان:

إن اتفاق التطبيع الثلاثي الذي أعلنه ترامب في 13 أغسطس/آب الماضي، لا يشكّل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه التي ناضل لعقود طويلة وقدم أغلى  التضحيات في سبيلها، بل هو أيضاً طعنة قاسية في حق الإجماع العربي التاريخي حول القضية الفلسطينية، كما  هو انتهاك فاضح لمقررات القمم العربية التي باتت أيضاً جزءاً لا يتجزأ من قرارات الشرعية الدولية، من هنا فإن رفض وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة في 9/9/2020، إدانة هذا الاتفاق بما يمثله من خروج عن الإجماع العربي هو طعنة أخرى بحق الشعب الفلسطيني ومباركة غير مشروعة لهذا الاتفاق وتشجيع لحكومات عربية أخرى للولوج في مسار التطبيع وتنفيذ إملاءات الإدارة الأمريكية التي ما زالت الداعم الأكبر للمشروع الصهيوني الإرهابي الاستعماري التوسعي.

في هذا الإطار وانطلاقاً من الثوابت التي انعقد حولها المؤتمر القومي العربي منذ ثلاثين عاماً، وجمع العديد من نخب الأمّة الثقافية والسياسية والحزبية والنقابية والإعلامية، تؤكّد الأمانة العامة على ما يلي:

  1. إدانة الاتفاق التطبيعي الثلاثي وكل خطوة تطبيعية مماثلة، وتدعو إلى موقف رسمي عربي ينسجم مع المقررات العربية التي أعاد الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية التأكيد عليها دون أن يدين الاجتماع نفسه الخروج عليها.
  2. الدعوة إلى أوسع تحرك نخبوي وشعبي عربي لرفض هذا الاتفاق ولرفض الامتناع الرسمي العربي عن إدانته، وإعلاء صوت الأمّة المطالب بإسقاط كل اتفاقات التطبيع وأي شكل من أشكال العلاقات مع العدو الصهيوني.
  3. دعم الاجماع الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض لصفقة العار، وخطة الضم وتهويد القدس واتفاقيات التطبيع، والتأكيد على أهمية المصالحة الفلسطينية كخطوة نحو وحدة وطنية تعيد إطلاق انتفاضة شعبية شاملة في الأرض المحتلة تتكامل مع نهج المقاومة المسلحة على طريق دحر الاحتلال وتحرير الأرض.
  4. تعتبر الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن تخاذل الموقف العربي الرسمي عن إدانة اتفاق ينتهك مقررات القمم العربية، هو استكمالا لمسيرة مخزية للجامعة العربية منذ بداية هذا القرن، حيث شهدت الأمّة أخطر عمليات التواطؤ على قضايا الأمّة، لاسيّما أبّان احتلال العراق، والحرب الكونية على سورية وفيها، واستدعاء الناتو لغزو ليبيا، وتغطية الحرب على اليمن والاحتراب والتقسيم داخله، ناهيك عن الصمت والتواطؤ خلال العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، وهو ما يستدعي قيام جهد شعبي مع الدول المعترضة على هذا المسار من أجل السعي لتصحيح جذري في أداء هذه الجامعة كي تصبح أكثر تعبيراً عن طموحات الأمة العربية، وأكثر مناعة في مواجهة الضغوط الأمريكية – الصهيونية المتواصلة.
  5. التأكيد على مقررات المؤتمر العربي العام الذي انعقد في بيروت في 15 و 16 يوليو/تموز 2006، بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمرات الشعبية، والذي رفض وصم المقاومة بالإرهاب، ورأى في خيار المقاومة، ثقافة ونهجاً وسلاحاً، الطريق الأسلم لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
  6. إن رفض وزراء الخارجية العرب إدانة اتفاق التطبيع الثلاثي الخارج عن الإجماع العربي، هو تنازل رخيص عن مسيرة نضال عربية مجيدة قدمت فيها الأمّة أعظم التضحيات لنصرة القضية الفلسطينية والتي شهدت القاعة التاريخية للجامعة في القاهرة أبرز القرارات المعبرة عن هذه التضحيات، وهو ما يتطلب التراجع العاجل عن هذا الاتفاق والالتزام بما سبق للأمّة أن أجمعت عليه بتمسكها بالحق الفلسطيني الكامل دون أي تفريط أو مكافأة العدو الصهيوني.
  7. إن اختيار ترامب صاحب “الصفقة” الشهيرة، يوم الخامس عشر من أيلول 2020، يوماً للتوقيع على الاتفاق المشؤوم، هو هدية إضافية للعدو الصهيوني الذي أعلن ذلك اليوم بداية احتفالاته الدينية في القدس التي تسعى إلى تنفيذ خطة تهويد القدس وتقسيم الأقصى وصهينة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

لذلك تدعو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي كافة أعضاء المؤتمر بمواقعهم المتعددة، وكافة المؤتمرات والهيئات والأحزاب والاتحادات ووسائل الإعلام العربية والصديقة إلى اعتبار يوم التوقيع يوماً للتعبير بكل الوسائل المتاحة عن رفض الأمّة كلها لهذا الاتفاق المشؤوم، وحيّت الأمانة العامة بشكل خاص المواقف الوطنية والقومية الجريئة التي صدرت عن نخبنا العربية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والتي أكّدت أن التطبيع هو قرار أفراد وحكومات وليس خيار نخب الأمّة الأصيلة وشعوبها.

التاريخ: 10/9/2020