الرئيسية / أخبار متنوعة / المقاطعة والريع

المقاطعة والريع

احتضنت مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة محاضرة للخبير الاقتصادي نجيب أقصبي حول “المقاطعة والريع” واعتبر المحاضر أن الحكومة عوض أن تجد مخرجا للمقاطعة التي هي صرخة ضد الفساد والاستبداد والحكرة وأداة جديدة للاحتجاج الشعبي والتي تستهدف منتجات ثلاث شركات مهيمنة، وذلك بطرح حلول للأزمة أصبحت بارتباكها وتناقض تصريحات بعض أعضائها هي جزء من المشكل.

وأوضح أقصبي أن اللجوء إلى المقاطعة كأسلوب جديد للاحتجاج فيه تجنب للقمع الذي تعودت السلطة على اعتماده في مواجهة المحتجين وأنه هروب من “زرواطة المخزن” على حد تعبيره.

وقال أن حركة المقاطعة التي يعرفها المغرب حاليا هي امتداد للحركات الاحتجاجية التي انتشرت في عدة مناطق خلال السنوات الأخيرة ومنها حركة 20 فبراير لأن المرحلة التي أعقبت دستور 2011 لم تأت بجديد فيما يخص انتظارات الشعب المغربي مما جعل استمرار الاحتجاجات أمرا طبيعيا.

واعتبر المحاضر أن الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها منطقة الريف وجرادة وزاكورة وغيرها من مناطق المغرب والتي اتخذت مؤخرا شكل المقاطعة هي نتيجة لفشل النموذج التنموي المغربي، الذي ارتكز منذ الاستقلال على اختيارات ورهانات لم تحقق التنمية وإنما أدت تعميق الهوة بين الأغنياء والفقراء.

واستعرض نجيب أقصبي كيف اختارت الدولة دعم القطاع الخاص على أساس أن يضطلع بدوره في التشغيل والتنمية، غير أن غياب القواعد التي يفترض أن يقوم عليها هذا الاختيار وانتشار الريع ونظام الحكامة السياسية وغياب المساءلة والمحاسبة عن القرارات الأساسية أدى إلى الوضع الحالي الذي يطبعه الاحتقان الاجتماعي موضحا أنه لا يمكن تحقيق أي انفراج دون مراجعة لنظام الحكامة الذي تبين فشله، وضرورة إعادة النظر في الاختيارات الاستراتيجية للنظام السياسي.

اترك تعليقاً