الرئيسية / أخر المستجدات / فرنسا الاستعمارية

فرنسا الاستعمارية

الدول الاستعمارية تاريخها حافل بالجرائم ضد الإنسانية لما ارتكبته من تقتيل وإبادة جماعية للسكان واستغلالهم في تحقيق مآربها وأهدافها داخل البلدان التي قامت باحتلالها واغتصاب أراضيها ونهب خيراتها.

ويشهد التاريخ أن فرنسا من الدول الاستعمارية الكبرى التي لم تنحصر جرائمها في القتل والتعذيب والاستعباد للبشر، وإنما تجاوزت ذلك بسلخ شعوب عن هوياتها الأصلية واستئصال أو إقصاء لغاتها وثقافاتها لجعلها مجرد كيانات فاقدة لمقوماتها الذاتية وربطها  بالتالي بعجلتها.

ويشهد واقع الكثير من الدول الإفريقية على فقر شعوبها رغم غنى أراضيها وما تعانيه بسبب التبعية والتدخل المباشر أو غير المباشر لفرنسا في شؤونها الداخلية. وما زالت فرنسا تعيش على خيرات إفريقيا وفي ذات الوقت تتعامل مع الحكام والشعوب في إفريقيا باستعلاء عنصري، أما شعارات الحرية والمساواة والإخاء…فهي لا تعني سوى الفرنسيين فيما بينهم مع الانفتاح النسبي على الأوربيين.

وإذا كان بعض الفرنسيين النزهاء قد ساندو الحركات الوطنية في المستعمرات الفرنسية وما زال بعضهم يتحدثون عن السياسة الاستعمارية لحكام فرنسا إلإ أن دورهم يبقى محدودا ولا يغير شيئا من أطماع فرنسا في مستعمراتها السابقة خاصة وأنها استطاعت أن تغرس طوابير وآليات تنتج نخبا موالية لها تكرس بقصد أو بغيره التبعية اللغوية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

وفي غياب دور فاعل ومؤثر للنخب الوطنية الواعية والمؤمنة بضرورة التحرر من كل أشكال التبعية والمدافعة عن مقومات الاستقلال الوطني في البلدان التي عانت من الاستعمار الفرنسي، ستبقى فرنسا تصول وتجول ولا تقيم أي اعتبار لشعوب هذه البلدان، ولا تجد أي حرج في إهانتهم والمس بمعتقداتهم ومقدساتهم.