مراتب مخجلة

يحتل المغرب مراتب جد متأخرة ومخجلة في التقارير الدولية في عدة مجالات وفي موضوع التنمية البشرية يأتي منذ عدة سنوات وفق تقارير برنامج الأمم المتحدة للتنمية في المرتبة ما بعد 120 حيث احتل في تقرير جديد المرتبة 123 من 188 دولة، وبالمقارنة مع دول الجوار يلاحظ أن نفس التقرير الأممي يضع الجزائر في المرتبة 83 وتونس في المرتبة 97 وليبيا بالرغم مما تعانيه من ويلات الحرب تأتي في المرتبة 102 ومصر في المرتبة 111. ومن أهم المؤشرات التي تنبني عليها هذه التقارير الصحة والتعليم ومعدل الدخل الفردي…

ويجدر بأي مواطن مغربي أن يتساءل لماذا لا يبارح المغرب مكانته المتدنية عالميا في مجال التنمية البشرية وهو المجال الذي لا يهم فئة معينة في المجتمع وإنما يهم الجميع، ولا مجال لتكذيب التقارير الدولية أو الطعن فيها أو التغاضي عنها لأنها ترصد واقعا ليس خفيا بالنسبة للمغاربة الذي يعيشون الواقع ويعانون من نقص الخدمات الاجتماعية ورداءة مستواها وخاصة من الفئات الفقيرة والمتوسطة والتي تشكل السواد الأعظم من السكان؛ وبالتالي فإنه من المفروض أن تكون التقارير الدولية بمثابة منبه لأصحاب القرار لتحديد العوائق التي تحول دون التقدم والتأمل في مدى نجاعة الاختيارات والسياسات العمومية المتبعة وكيف يمكن معالجة الاختلالات التي تعرفها القطاعات الاجتماعية.

ولا شك أن استمرار نفس الاختيارات المتبعة منذ عقود من الزمن لا يمكن أن يتحقق معه أي تقدم يمكن المغرب من تبوء مراتب أفضل على المستوى العالمي مما يدعو إلى تغييرات جذرية ليس في أساليب التدبير فقط وإنما أساسا في مصدر القرارات الذي ينبغي أن يكون هو إرادة الشعب الأمر الذي لا يتحقق إلا بإقرار ديمقراطية حقيقية يكون فيها الشعب سيد نفسه ومصيره.

اترك تعليقاً