الرئيسية / أخر المستجدات / من دروس الأزمة

من دروس الأزمة

فيروس كورونا الذي يجتاح العالم ويواجه المغرب بتعبئة كبيرة وجهود جبارة يساهم فيها الجميع من قطاعات حكومية ومؤسسات خاصة ومنظمات وأفراد في مظهر تضامني رائع يعبر عن إحساس جماعي بخطورة الوضع والمسؤولية المشتركة في مواجهة انتشار الفيروس الفتاك.

وفي الوقت الذي تتنافس فيه الإرادات الحسنة في البذل والعطاء والتضحية والتبرع من أجل دعم مجهودات الدولة في محاصرة الداء وحماية السكان من انتشاره وتوفير الوسائل الضرورية لعلاج المصابين، برزت بعض الأصوات النشاز مثل مطالبة بعض أصحاب التعليم الخصوصي بالاستفادة من مالية الصندوق المخصص فيروس كورونا المستجد وتداعياته، وهذا موقف مخزٍ ومحزن لأنه معاكس للإرادة العامة في البلاد ويخدش روح التضامن الوطني في هذا الظرف الصعب.

وأظن أنه من الدروس التي يجب استخلاصها من الموقف الشاذ المشار إليه هو إعادة النظر فيما يسمى بالتعليم الخصوصي الذي تمنحه الدولة عدة امتيازات ويجني الكثير من الأرباح ويأتي في وقت الشدة ليطلب “الدعم” من المال المخصص لتحين الوطن وحماية حياة المواطنات والمواطنين.

لقد تبين أن بعض أصحاب التعليم الخصوصي لا علاقة لهم بخدمة الصالح العام وإنما يعملون من أجل مراكمة الثروات، ومن العبث أن يبقى الباب مفتوحا لأمثال هؤلاء للعمل في مجال جد حيوي بالنسبة للمغاربة وهو التربية والتعليم.