الفيضانات ومسؤولية الجماعات

الأمطار الغزيرة التي عرفها المغرب في بداية سنة 2021 كشفت على غرار السنوات السابقة ضعف وهشاشة البنيات والتجهيزات المتعلقة بتصريف مياه الأمطار، ومن خلال التغطيات الإعلامية للقنوات الرسمية يتبين أن المتضررين من الفيضانات في الأحياء الشعبية في عدد من المدن يشتكون من تكرر نفس المشكل كل سنة وهذا يعني أن الجهات المسؤولة وهي الجماعات الترابية بالدرجة الأولى لا تتخذ العبرة مما يحدث ولا تتخذ أي تدابير فعالة وناجعة في تجنب ما يحدث من أضرار في المازل والأحياء التي تقطنها بصفة خاصة الفئات الشعبية في مواسم الأمطار بسبب الفيضانات التي تتكرر كل موسم شتاء.

إن الاهتمام  الذي توليه الجماعات لتزيين بعض الشوارع الرئيسة في المدن شيء جميل، لكنه عندما يكون على حساب الأحياء الشعبية الآهلة بالسكان يصبح من قبيل سوء التدبير وانعدام الرشد في تحديد الأولويات؛ لأن الجماعة من المفروض أن تحرص على المصلحة العامة التي تعني كل الساكنة وليس مناطق وفئات معينة، وكل جماعة تتعامل بانتقائية بين الأحياء والمناطق فهي تُخل بمسولياتها إزاء الساكنة التي من المفروض أنها متساوية في الحقوق والواجبات.