الرئيسية / أخبار جمعوية / أحزاب ونقابات وجمعيات تُجمع على رفض التطبيع في يوم الأرض

أحزاب ونقابات وجمعيات تُجمع على رفض التطبيع في يوم الأرض

تحت شعار “متحدون لإسقاط التطبيع وتحرير كامل التراب الفلسطيني” نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والكونفدرالية الديموقراطية للشغل مهرجانا خطابيا بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني الذي يحل في 30 مارس من كل سنة وتناول الكلمة بالإضافة إلى منسق مجموعة العمل ونائب الكاتب العام للكونفدراية قادة أحزاب ومنظمات نقابية وجمعيات مدنيةمن اتجاهات سياسية مختلفة ومشارب فكرية متباينة، وتحدث المتدخلون عن معركة الأرض التي يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي ينهجها الاحتلال الصيوني الغاصب وأجمعوا على إدانة التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري والمطالبة بإيقاف الهرولة التطبيعية وإلغاء كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، وفيما يلي الكلمة التي افتتح بها المهرجان الأستاذ عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين:

    بسم الله الرحمان الرحيم

حضرات السيدات والسادة ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية والمدنية وممثلي وسائل الإعلام

الحضور الكرام

أحييكم وأرحب بكم في هذا المهرجان الذي تنظمه الكونفدرالية الديموقراطية للشغل ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إحياء لذكرى يوم الأرض التي تحل في 30 مارس من كل سنة استحضارا للأحداث التي عرفتها الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر مارس من العام 1976 بعد أن قامت سلطات الاحتلال بمصادرة عشرات الآلاف من الهكتارات التي يمتلكها الفلسطينيون.

واحتجاجا على مخطط اغتصاب الأراضي من أصحابها الشرعيين وتكريس الاحتلال الاستيطاني شن الفلسطينيون إضرابا عاما ونظموا مسيرات حاشدة من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.

وتعتبر ذكرى يوم الأرض علامة بارزة في معركة صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه في وطنه ودفاعه عن وجوده في مواجهة آلة الغصب والاحتلال الصهيونية على الأراضي الفلسطينية.

ومنذ نكبة 1948 ومرورا بنكسة 1967 إلى اليوم تتواصل مشاهد اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وهدم البيوت على رؤوسهم في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ومخطط الغصب والتهويد والتطهير العرقي على امتداد الأراضي الفلسطينية وتوسيع مستوطنات المحتلين الغاصبين في انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والضرب عرض الحائط بالمقررات الأممية وتجاوز كل القيم الإنسانية.

وتتصاعد همجية الاحتلال في مسلسل اغتصاب الأرض وسياسة التقتيل والتشريد والتخريب بتولي تياره الأكثر دموية السلطة، ففي أقل من ثلاثة أشهر الأخيرة استشهد أكثر من 90 من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني برصاص عساكر الاحتلال وأصيب المئات، وصرح مؤخرا أحد أفرد حكومة الإرهاب الصهيوني بأنه “لا يوجد شيء إسمه الشعب الفلسطيني” وهو تعبير واضح وصريح عما يسعى إليه الاحتلال من إبادة لشعب بأكمله وتكريس احتلال كل فلسطين والتوسع في الأراضي العربية المجاورة وتحقيق الحلم الصهيوني بما يسمونه “إسرائيل الكبرى”.

وتتواصل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة حملات الاعتقالات التعسفية للنشطاء والمواطنين الفلسطينيين، ويوجد في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 5000 أسير من بينهم نساء وأطفال وكثيرا ما يخوضون معارك الأمعاء الخاوية بالإضراب عن الطعام في مواجهة ما يتعرضون له من تعذيب وتنكيل.

وما يساعد ويشجع الكيان الصهيوني الغاصب على التمادي في جرائمه وانتهاكاته وتعنته ليس فقط الدعم السياسي واللوجستيكي والحربي الذي يتلقاه من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإنما أيضا التخاذل في الصف العربي وخنوع وانبطاح بعض الحكام العرب أمام المخطط الصهيوأمريكي والهرولة التطبيعية مع كيان الغصب والاحتلال والإجرام ضدا على إرادة الشعوب العربية وتحللا من الالتزامات السياسية والقومية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة ومقدساته التي هي أيضا مقدساتنا.

ومما يحز في أنفسنا ويثير امتعاضنا واستياءنا ما نراه من موجة التطبيع في بلادنا التي تتنامى وتتصاعد منذ توقيع اتفاقية الشؤم والعار مع الكيان الغاصب في دجنبر من العام 2020 والتي عبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مع القوى الوطنية الحية عن رفضها المطلق وإدانتها، ونؤكد اليوم موقفنا الثابت بضرورة وقف الموجة التطبيعية وإلغاء كل الاتفاقيات المبرمة مع العدو الصهيوني وإنهاء كل تعامل مع الكيان الغاصب.

ونؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد بإن خطورة التطبيع مع كيان بني على الغصب والإجرام ويفرض نظاما عنصريا في مواجهة أصحاب الأرض لا تكمن فقط في كونه طعنة في ضهر الشعب الفلسطيني وتخليا عن التزامات بلادنا في هذا المجال، وإنما هو أيضا تهديد للأمن والاستقرار في وطننا وفي كل المنطقة العربية.

وإذا كان هناك من يحاول تبرير التطبيع بالدفاع عن المصالح الوطنية وقضية الوحدة الترابية للمغرب فإننا نؤكد أنه لا يمكن خدمة أي مصالح مشروعة ولا أي قضية عادلة بالتعاون مع عصابة إجرامية وأن التحالف أو التعاون أو أيشكل من أشكال التعامل مع كيان الغصب والاحتلال والإجرام فيه إساءة بالغة لمكانة وسمعة بلادنا ولقضايانا المصيرية ومنها على الخصوص قضية وحدتنا الترابية المقدسة، والواقع يشهد بأن الصهيونية لا تخدم إلا أهدافها التخريبية ومراميها الهيمنية الخبيثة في المنطقة.

وإذ نحيي ذكرى يوم الأرض فإننا نؤكد وقوفنا الدائم والثابت مع الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه ونضاله من أجل تحرير وطنه وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر وعاصمتها الأبدية القدس، ونؤكد التزامنا ووفاءنا للقضية الفلسطينية كقضية وطنية وإيماننا الراسخ بعدالتها وبأن النصر قادم لا محالة مهما كان تكالب الصهيونية والإمبريالية العالمية ومهما كان تواطؤ العملاء والخونة، وننحني بخشوع أمام أرواح شهيدات وشهداء الأرض الفلسطينية الذين رسموا بدمائهم الزكية طريق النصر والتحرير والعودة.

وبالعمل المشترك بين القوى الحية في بلادنا ستبقى القضية الفلسطينية، كما كانت دائما، قضية وهاجة في وجدان المغاربة، وسنتمكن بوحدتنا وتضامننا من محو عار التطبيع عن وطننا والانخراط القوي في دعم الكفاح العادل للشعب الفلسطيني ومن أجل استعادة مجد وكرامة أمتنا، وفي هذا الاتجاه تصب شراكتنا مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي أتوجه لقيادتها ومناضليها بخالص الشكر على حسن تعاونها وعلى احتضان مقرها لهذا المهرجان المشترك. وشكرا لكل الهيئات التي لبت دعوتنا لتناول الكلمة في هذا المهرجان، وشكرا لكم جميعا.