الرئيسية / أخر المستجدات / الأهم من الخسران في الكرة

الأهم من الخسران في الكرة

تناقلت بعض وسائل الاتصال أن الحكومة المغربية قررت تكوين لجنة للبحث والتقصي حول أسباب انهزام وإقصاء المنتخب الوطني في دوري كأس إفريقيا للأمم (2019) لكرة القدم الذي يجري بمصر، ويمكن اعتبار هذا الإجراء الحكومي من الأعمال العادية التي يُفترض أن تقوم بها الجهة المختصة بشكل تلقائي وتخبر بعد ذلك الحكومة والرأي العام بالنتائج المتوصل إليها وما تقترحه من تدابير في الموضوع، بينما الحكومة كمؤسسة دستورية وكسلطة تنفيذية من المفروض أن تنكب بكامل العناية والاهتمام للبحث والتقصي فيما هو أهم من ذلك بكثير، ففي ظل التدهور المتزايد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما تعانيه فئات عريضة من الشعب المغربي من ضيق في مستوى العيش وما يسود من احتقان اجتماعي يكون من الأولى والأجدر بالنسبة للحكومة البحث الجاد عن أسباب الفشل والعجز في نتائج قطاعات حيوية وأساسية كالتعليم والصحة والتشغيل والتنمية البشرية وتدارس أسباب خيبات الأمل من حصاد السياسات العمومية التي لا تغير أي شيء وتكرس الفقر والبطالة والأمية والفوارق الاجتماعية والمجالية الفاحشة وتسير بالبلاد نحو مزيد من التخلف والانحطاط في عالم متحرك يتطور بسرعة ويترك وراءه الغارقين في البيروقراطية والفساد وسوء التدبير والعاجزين عن ترتيب الأولويات وفق ما تتيحه الوسائل المتوفرة، فمتى ندخل إلى نادي العقلانية في تدبير الشأن العام؟ ومتى يتجاوب الآخذون بزمام الأمور مع الحاجات والمتطلبات الحقيقية للتنمية؟ أسئلة تظل عالقة في غياب ديمقراطية حقيقية ومؤسسات وطنية ذات مصداقية وفعالية.

اترك تعليقاً