الرئيسية / Uncategorized / نجمة في روسيا
دورة كأس العالم لكرة القدم (2018) التي احتضنتها روسيا كشفت العديد من نجوم هذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم ولم تخل من المفاجآت بالنسبة لبعض المنتخبات بالسلب والإيجاب ومن النجوم التي سطعت بشكل بارز وملحوظ في وسط الجماهير الغفيرة التي حلت بروسيا لتشجيع الفرق الوطنية لبلدانها رئيسة دولة كرواتيا (كولينداغرابار كيتاروفيتش) التي ورد في الأخبار المتداولة عنها ومن خلال الصور والفيديوهات المنشورة بأنها لم تتوجه إلى روسيا في طائرة خاصة ولا حتى في درجة (البزنس) وإنما حجزت تذكرتها من مالها

نجمة في روسيا

دورة كأس العالم لكرة القدم (2018) التي احتضنتها روسيا كشفت العديد من نجوم هذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم ولم تخل من المفاجآت بالنسبة لبعض المنتخبات بالسلب والإيجاب ومن النجوم التي سطعت بشكل بارز وملحوظ في وسط الجماهير الغفيرة التي حلت بروسيا لتشجيع الفرق الوطنية لبلدانها رئيسة دولة كرواتيا (كولينداغرابار كيتاروفيتش) التي ورد في الأخبار المتداولة عنها ومن خلال الصور والفيديوهات المنشورة بأنها لم تتوجه إلى روسيا في طائرة خاصة ولا حتى في درجة (البزنس) وإنما حجزت تذكرتها من مالها الخاص في الدرجة الاقتصادية مع الجمهور الكرواتي وتجلس مع المشجعين وهي ترتدي قميص فريق بلدها وتهلل من المدرجات تعبيرا عن فرحتها لفوز فريقها، ولم تبالِ بانتقادات المتمسكين بقواعد البروتوكول الذين يأخذون على كبار المسئولين الخروج على قواعد ما يجب ومالا يجب، وقالت: قد أشجِّع بطريقة لا تليق برئيسة دولة، ولكن هذا ما أعرفه. وظلت قريبة من فريقها الوطني وكلما حقق نصرا تدخل إلى غرفة الملابس وتعانق اللاعبين فردا فردا.

من بين ما عرف عن رئيسة كرواتيا بعد وصولها إلى الرئاسة سنة 2015 قولها “لن تقترض فلسا واحدا من البنك الدولي ولو متنا جوعا ولن نفعل ذلك إلا لمشاريع استراتيجية مربحة”، وحاربت الفساد وتنازلت عن30 في المائة من راتبها، وأنها باعت الطائرات والسيارات الرئاسية تفضيلًا منها للتقشف، واستطاعت تجاوز مخلفات الحرب الأهلية التي عرفتها كرواتيا في تسعينيات القرن الماضي، وعرف اقتصاد كرواتيا في مرحلة رئاستها القصيرة انتعاشا بالمقارنة مع ماكان عليه من قبل…

وأود أن أستخلص من نموذج الرئيسة الكرواتية، هذه النجمة التي سطعت في روسيا، أن نجاح أي دولة لا يكون بالشعارات والخطب وبعض المظاهر التي لا يترجمها المسؤولون إلى أفعال من خلال سلوكهم وممارسلتهم وأن القيادة السياسية على مستوى السلطة تقتضي أولا وقبل كل شيء إعطاء القدوة في نظافة اليد والابتعاد الكلي عن شبهات تراكم المال والاغتناء والمصالح الخاصة، والحزم العملي في مقاومة الفساد والانحراف، وإعطاء القدوة الحسنة في الحكامة الجيدة والابتعاد عن الشبهات والتواضع في السلوك والعمل الجاد والمثمر هو الذي يقطع الطريق على التسيب والفساد والاختلال.

وبإلقاء نظرة على خريطة العالم المتخلف الذي  يمتلك الكثير من الثروات والطاقات غير  أن غياب القدوة الحسنة في نزاهة القائمين على تدبير الشأن العام تكون عائقا  أساسيا للتقدم.

اترك تعليقاً