قطرات شمع

العلاقات المغربة السعودية كانت دائما جيدة يطبعها التفاهم والتعاون، غير أن بعض الأحداث في منطقة الشرق العربي والدور الذي يلعبه النظام السعودي إرضاء للمصالح الأمريكية أصبح يكشف بوضوح أكثر بأن إرادة الهيمنة في المنطقة بدأ يتخذ أبعادا لا تنسجم مع المواقف المعتدلة للمغرب في سياسته الخارجية. وقد كان قرار المغرب بالحياد في قضية الحصار السعودي الإماراتي على دولة قطر قرارا سليما وحكيما لأنه غير معني بخلفيات وأهداف النزاع في الخليج وليس في مصلحته مجاراة السعودية في صراعاتها الخاصة أو التي تخوضها بالوكالة ضد جيرانها.

في التقارير الدولية التي ترصد أوضاع دول العالم في مجالات متعددة كالديمقراطية والتنمية البشرية ومستوى الدخل الفردي ومستوى العيش وجودة التعليم ونسبة الأمية والصحة وغير ذلك، يُلاحظ أن المغرب يحصد كل سنة مراتب متدنية بالنسبة للعديد من الدول بما فيها أحيانا البلدان المجاورة،وعموما لا تتغير المراتب المتأخرة لبلادنا ولو بشكل بطيء أو نسبي وعلى سبيل المثال نجد أن مرتبة المغرب في التنمية البشرية أكثر من 120 منذ سنين عديدة.

في 18 دجنبر من كل سنة يحتفي العالم باللغة العربية باعتبارها لغة ساهمت بحظ وافر في الحضارة الإنسانية ولكونها لغة عالمية يتحدث بها ما يقرب من نصف مليار من ساكنة المعمور وتُدرس كلغة في عدة جامعات عبر العالم والإقبال على تعلمها يتجاوز المنطقة العربية ...

ورد في تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار أن الدخل الفردي للمواطن المغربي يعد من بين الأضعف عربيا، إذ حل المغرب في مؤخرة شريحة الدخل المتوسط في المنطقة العربية بدخل سنوي بالكاد يتجاوز ثلاثة الآلاف دولار سنويا.

تتكرر الرسمية والشعبية في المغرب إلى الجارة الشقيقة الجزائر للعمل على تجاوز الخلافات وفتح آفاق جديدة للتنسيق والتعاون لما فيه مصلحة البلدين، وحتى لا تكون هذه الدعوة مجرد خطاب فقد دعا إلى إنشاء آلية لحوار ثنائي مباشر وصريح لتخطي حالة الجمود التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. ويمكن للآلية المقترحة أن تشكل إطاراً عملياً للتفاوض دون شروط

ادعاء شخص لا يبدو أنه سوي بكونه رآى في المنام من يوجهه لوجود "كنز" في منطقة ما بقرية سرغينة، وخروج آلاف المغارية من سكان القرية لاستخراج الكنز المزعوم يعد من الظواهر التي يمكن القول بأنها شاذة وغير عادية في العصر الحاضر الذي يتميز بالتطور العلمي الهائل، لكن بالنظر لسياسة التجهيل المتبعة منذ عقود من الزمن وحرمان أعداد كبيرة من الأطفال من حقهم في التربية والتعليم خاصة في القرى والمناطق النائية وانتشار الأمية مع غياب أي دور تثقيفي وتنويري فاعل للإعلام العمومي وقطاع الثقافة مما يترك المجال

حملة المقاطعة التي انطلقت شرارتها من مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت بسرعة مذهلة بين الناس في المدن والقرى ولم ينحصر مفعولها على محطات أفريقيا وحليب سنطرال وماء سيدي علي وإنما أصبحت لهيبا يحرق رموز الاحتكار والاستغلال والفساد ويبعثر أوراقا سياسية ويسقط أقنعة عن وجوه فاعلين سياسيين ونقابيين من مشارب وتوجهات مختلفة لا فرق بين يوصفون بالمحافظين والليبراليين والاشتراكيين، وفضحت حملة المقاطعة تحالفات لم تكن تبدو واضحة للعيان، كما فضحت عجز سلطة القرار عن اتخاذ أي مبادرة إيجابية

استيقظ العالم في فجر يوم 14 أبريل على العدوان الإمبريالي الثلاثي على سوريا بقصف عدد من المواقع في دمشق وحمص بذريعة امتلاك واستعمال أسلحة كيماوية قبل إنجاز أي تحقيق دولي نزيه في الموضوع ودون أي مقتضى قانوني دولي مما يذكرنا بغزو العراق بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل حيث يتكرر نفس السيناريو الهادف أساسا لتخريب الدول العربية

الحملة الوطنية لمقاطعة بعض المواد التي اقتبسها شباب الطبقات الشعبية من تجارب في دول متقدمة كأسلوب متحضر للاحتجاج على غلاء الأسعار بالإضافة إلى ما حققته من نجاح باهر وما خلفته من أصداء إيجابية حول نجاعة وفعالية التضامن الشعبي في مواجهة الاحتكار والاستغلال أبانت وكشفت في ذات الوقت بعض المواقف والسلوكيات الغريبة خاصة لدى "غير المقاطعين" الذين يبدو أنهم مجرد أقلية قليلة، ويمكن أن نستنتج من حملة المقاطعة الخلاصات التالية

يحتل المغرب مراتب جد متأخرة ومخجلة في التقارير الدولية في عدة مجالات وفي موضوع التنمية البشرية يأتي منذ عدة سنوات وفق تقارير برنامج الأمم المتحدة للتنمية في المرتبة ما بعد 120 حيث احتل في تقرير جديد المرتبة 123 من 188 دولة، وبالمقارنة مع دول الجوار يلاحظ أن نفس التقرير الأممي يضع الجزائر في المرتبة 83 وتونس في المرتبة 97 وليبيا بالرغم مما تعانيه من ويلات الحرب تأتي في المرتبة 102 ومصر في المرتبة 111. ومن أهم المؤشرات التي تنبني عليها هذه التقارير الصحة والتعليم ومعدل الدخل الفردي